ـ نطق الأحرف كما نصت عليها كتب اللغويين وخاصة حرف الضاد الذي نطقوه ( ظاء ) كما جاء وصفه في كتب القدماء وكما ينطقه البدو وسكان جبل الدروز اليوم ، أي أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، فيقولون في ضبع " ظبع " ، وفي حوض ، " حوظ " وروي أن رجلاً قال لعمر بن الخطاب ( رض ) : ما رأيك برجل ظحّى بظبي? فعجب عمر ومن حضر، وقال : ما عليك لو قلت : ضحى بظبي ? فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ، إنها لغة ! فكان عجبهم من هذه أشدّ(1) .
ـ إثبات النون بعد واو الجماعة وياء المخاطبة في الأفعال الخمسة موافِقةً لما نصت عليه كتب القواعد والنحو، مثل: ( ينامون، وتلعبين ). والأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به: ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المؤنثة المخاطبة.
ـ ضمْ تاء الفاعل للمتكلم وتسكين ما قبلها ولفظها كما جاءت في كتب اللغة مثل: ( قلـْتُ، نمْتُ ). إلا أنَّ هذه الضمة تُمد لتصبح واو ممدودة إذا اتصل بها ضمير، مثل : " ضربتوك ، ضربتوهُ ، ضربتوا ( للمؤنث ) " .
ـ ضم هاء الغائب ولفظها كما جاءت في كتب اللغة مثل : سقاهُ ، لـُهُ ، وشاركهم هذا اللفظ أهل ماردين ومن يجاور المحلمية من الناطقين بلهجتهم .
ـ كسر كاف المخاطبة ولفظها كما تلفظ في كتب اللغة، مثل : ( لكِ ، وبيْتكِ ) ، وهكذا لفظها أهل الجزيرة الفراتية باستثناء أهل دير الزور الذين بدلوا هذه الكاف إلى ( ج ) بدوية وقالوا بيتجِ ( بيتجي ) بدلاً من بيتكِ .
ـ تسكين الياء والواو مع فتح ما قبلها في ألفاظ مثل : بَيْت، زَيْت، أيـْن، لـَوْن، هَوْن، وفي أسماء مثل : فـَيْصل، حسَيْن، زَيْنِة ، وذلك مطابقة للفظ المماثل في كتب اللغة.
ـ الإبقاء على تحريك أحرف وسط الكلام كما في : (مَلـِيح، مَرَتي، عَمـَّتـَك ، تاكـُلـَك ) التي سَكِّنَتها بعض اللهجات العربية الأخرى ولفظتها : (أمْليح ، مَرْتي عَمْتـَك، وتاكـْلـَك ) .
ـ كسر أوائل الأفعال المضارعة مثل: ( نـِلعب، يـِلعب، تِلعب ) ماعدا ألف المتكلم التي تلفظ عندهم مفتوحة مثل: ( أنا ألعب )، في حين يفتحها البدو مطلقاً ويقولون: ( ألعب، نـَلعب، يَلعب، تَلعب )، قال صاحب اللسان : وتِعْلَمُ، بالكسر: لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب، وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ هُذيل فيقولون تَعْلَم والقرآن عليها قال وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم بالكسر وقال سيبويه : إن بني تميم يخالفون العرب ويتفقون مع أهل الحجاز مع فتح ياء المضارعة فقط (2) .
ـ مطابقة الفعل ( أخذ، أكل ) في صيغة الأمر، للوزن المماثل له في اللغة الفصحى، فيقولون: ( خذ و كلْ ) للمفرد المخاطب ، ولا يقولون ( خود ، و كول ) التي يلفظها أهل الشام .
ـ كسر لام الجر أحياناً مع الظاهر، وتسكين الضمير، وضم اللام والضمير معاً أحياناً أخرى كقولهم: "روح اشتري لِكْ ولـُهُ" وللمؤنث "أشتريْ لِكِ ولها ". وقال الرافعي : في لغة خزاعة يكسرون لام الجر مطلقاً مع الظاهر والضمير، وغيرهم يكسرها مع الظاهر ويفتحها مع الضمير غير ياء المتكلم فيقولون : "المال لِكّ ولـُهُ" (3) .
ـ التحدث باسم الطائفة من الشيء فيقولون : دَوْمة في دوم ، وجوْزة في جَوْز، وتوثة في توث ، وسليقة في سليق ، ولحمة في لحم ، وباقورة في بقر ، ورمادة في رماد ، ودهنة في دهن ، وقصلة في قصل ، قال ابن منظور : دهنة تعني طائفة من الدهن(4) .
الزبيدي : والقَصلةـ الطائفةُ المُنقصِلَة من الزرعِ جَمْعُها قَصَلٌ (5) .
ولهذا نرى أن أغلب اسماء قراهم وبلداتهم تحمل اسم الطائفة وليس الجمع مثل كفر توثة , كفر جوزة, وغيرها.
ـ الإبقاء على حرف التحقيق "قد" الذي يشير وجوده إلى إتمام الفعل وتحقيقه مثل : "كت نام ، كت لعب" وذلك مطابقة للوزن المماثل في الفصحى ولكن مع تحريف هذا الحرف ولفظه ( كت ) بدلاً من ( قد ) .
ويشاركهم استعماله أغلب اللهجات الجزرية ألأخرى مثل أهل الموصل وبعشيقا وبازبدي الذين يلفظونه " كن " ، وأهل ماردين ومحيطها الناطق بالعربية "كل" ، أما أهل دير الزور فلا يستعملونه البتة .
ويستعمله أيضا أبناء بعض العشائر العربية الربعية في الأردن ، يقال لهم الجعافرة ، وينطقونه ( كن ) على طريقة أهل الموصل إلا أن أغلب اللهجات الأخرى قد أهملته وحذفته من قواميس لهجاتها .
ـ استعمال حرف الاستقبال في كلامهم ، مطابقة للفصحى ، ولكنهم ينطقونه " تـَ " بدلا من " سـَ " فيقولون : ( تينام ، في سينام ، وتيلعب في سيلعب وهكذا يفعل أيضا ممن يتحدثون العربية في محيطهم ، وهذا ما يفعله أهل ( نجد ) أيضاً الذين يقولون : ( تتكتب ) في ( ستكتب ) وتتروح في ( ستروح ) كما ذكر الذييب في المعجم النبطي(6).
وما إذا كان قلب السين إلى تاء ممكناً في اللغة العربية يقول الدكتور رمضان عبد التواب : تفسير قلب السين تاء سهل لأنهما من الناحية الصوتية متناظران في الشدة والرخاوة أي أنهما يتفقان في المخرج وهو الأسنان واللثة كما يتفقان بالهمس وهو عد اهتزاز الأوتار الصوتية ويتفقان أخير في الترقيق والفرق الوحيد بينهما هو أن السين رخوة احتكاكية والتاء شديدة انفجارية والملاحظ أنَّ الصوتين إذا تناظرا، أمكن قلب أحدهما إلى الآخر بسهولة(7) .
ـ قلب ميم المخاطبين والغائبين إلى نون للتخفيف, كقولهم في: عندكم عندكن ، وفي بيتهم بيْتن ، وهذه الظاهرة اللفظية تنتشر في أكثر لهجات أهل الشام ، إلا أن أهل الموصل ودير الزور أبقوها ميما ولم يقلبوها .
ـ استعمال ( الوَكِم ) في لهجتهم وهو كسر الكاف التي تسبق ميم المخاطبين ، فيقولون في بيتكُم ، بيتكِم وفي لكُم ،لكِم وهكذا ينطقها أهل الموصل إلى اليوم إلا أنَّ عرب الطور ولتخفيف الميم الذي أثقلها كسر الكاف قلبوها إلى "نون" فصارت " بيْتكِن ولِكِن " وهي ظاهرة منتشرة أيضا لدى سكان جبل الدروز وجبل العلويون الذي يلفظونها كما يلفظها المحلميون "بيْتكِن، والْكِن" أما أهل دير الزور فليفظون الكاف مرفوعة مطلقا .
والوكم حالة لفظية اختص بها قوم من كلب ، وناس من بكر بن وائل وهي كسر الكاف من ضمير المخاطبين المتصل ( كِم ) ، قال سيبويه : ( وقال ناس من بكر بن وائل من أحلامكم وبكم شبهها بالهاء لأنها علم إضمار وقد وقعت بعد الكسرة فأتبع الكسرة حيث كانت حرف إضمار وكان أخف عليهم من أن يضم بعد أن يكسر وهي رديئة جداً )(8). وجاء في مجلة التراث العربي ومع وصف سيبويه لهذه الحالة بالرديئة فإنّه يعلل هذا الإتباع بأنه أخف على اللسان من الانتقال من كسرة إلى ضمة حين قال: "أتبع الكسرة كسرة" فنص صراحة على أن هذه اللهجة لونٌ من ألوان الإتباع أو الانسجام الحركي يهدف إلى التقليل من الجهد العضلي، وذلك بجعل الحركتين متماثلتين تماثلاً تقدمياً، وتسمى هذه الظاهرة باسم "الوَكْم": "ومن ذلك الوَكْم في لغة ربيعة وهم قوم من كلب يقولون عَلَيْكِم وبِكِم، حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة" (9) .
ـ استعمال ( الوهم ) وهو كسر الهاء التي تسبق ميم الغائبين المتصل مطلقاً فيقولون في بيتهُم ، بيتـهـِم ، وعنهُم ، عنـهـِم إلا أن أهل الموصل حذفوا الهاء للتخفيف وكسروا بدلا عنها الحرف الذي سبقها ونطقوها ( بيتـِم ) لكن المحلميون لم يكتفوا بحذف الهاء بل قلبوا الميم إلى نون ولفظوها ( بيْتـِن وعَنِن ) وهذا ما فعله أيضا سكان جبل العلويين وجبل الدروز في سوريا .
والوهم لغة تنسب إلى بني كلب وقوم من ربيعة ، قال سيبويه : وأعلم قوماً من ربيعة يقولون "عنهـِم" وأتبعوها الكسرة ولم يكن المسكّن حاجزاً رصيناً عندهم وهذه لغة رديئة(10).
وقال السيوطي : "ومن ذلك الوَهْم في لغة كلب يقولون مِنْهِم وعَنْهـِم وبينِهـِم، وإن لم يكن قبل الهاء ياء ولا كسرة "(11).
ـ إضافة حرف ( كـ ) للفعل المضارع المستمر كدالة على استمراره مثل : "كألعب ، كنلعب ، كيلعب ، كتلعب ، وكيلعبون" وهكذا يفعل أهل المناطق القريبة من منطقة المحلمية ومعهم ابناء الأندلس ومن هاجر منهم إلى دول المغرب العربي كما جاء في أمثال ابن عاصم الغرناطي ( 12) . إلا أن أهل الموصل ينطقونها ( د ) بدلا من ( كـ ) ، ويقولون : " دَلّعب ودنلعب وديلعب " باستثناء القدامى من أهل الموصل ومعهم أهل بعشيقا وبحزان الذين ينطقونها كما ينطقها المحلميون أي بالكاف .
ـ تحقيق الهمزة في: "أين و أيش" ولفظها كما جاءت عليه في كتب اللغويين ولم تُقلب عندهم إلى واو كما يفعل البدو الذين يقولون : "وين ، ويش" .
وتـُقلب الهمزة صوْت لين إذا جائت فوق الألف أو الواو في وسط الكلام ، كقولهم في : "فأس فاس ، وفي فؤاد فواد" .
وتُخفف هذه الهمزة أو تدمج مع الحرف الذي يسبقها إذا وقعت في نهاية الكلمة مثل : ( جاء وجيء وسَماء وسَوْداء وبيْضا ) ، يلفظونها : جا ، جي ، سوْدا ، بيْضا ، مع مد الحرف الآخير من الكلمة ، فيقولون : ( جاا ، سوْداا ، بيْضاا ) فتشعر وكأنها مهموزة.
وتقلب عندهم إلى ياء إذا جاءت على نبرة واتصل بها أحد ضمائر الرفع مثل : " جئتُ، جئنا، جئتي " ، يلفظونها " جيتُ، جينا، جيتي " . ويقلبونها ياء إذا جاءت مع الألف المقصورة فيقولون هيدي في هادئ ، وقيري في قارئ .
وقال مجنون ليلي :
ولَوْ أحدَقُوا بي الإنْس والجنُّ كُلُّهمْ لكي يَمْنَعوني أنْ أجيكِ لَجيتُ ( 13).
ـ نطق الكاف المهموسة ( كـ ) كافا فارسية معقوفة ( ﮔ ) وذلك عند الألف ، والدال ، والذال ، والزين ، والباء فقالوا : في كازوز ، ﮔازوز وفي كدّى ، ﮔدّى، وفي كدي ، ﮔدي ، وفي كذب ، ﮔذب وفي نكز ، نـﮔز.
ولكنها تعود كافا مهموسة إذا جاءت مع أحرف أخرى كما في : كسر ، كتل ، كنّس.
ونطق الكاف المهموسة كافا فارسية هي ظاهرة صوتية منتشرة في أكثر لهجات أهل بلاد الشام فكثيرا ما يقولون في : كبير ﮔبير ، وفي كديش ﮔديش ، وفي كازوز ﮔازوز وهكذا .
ـ نطق القاف مهموسة ( ق ) كما جاء بها علماء اللغة المعاصرين ، مثل : "قلب، ساق، عقد" ولكنهم ينطقونها أحياناً قافا مجهورة ( ﮔ ) فيقولون في : قردن ، قرّ ، قرّح ، قلقل ، قبّ ، ( ﮔردن ، ﮔرّ ، ﮔرّح ، ﮔلـﮔل ، ﮔبّ ) وأرى أن أسباب نطقهم للقاف أحيانا بهذا الشكل في بعض الكلمات هي لغة قديمة عندهم ، وأنّ هذه الألفاظ هي من ألفاظهم القديمة التي أبقوا قافها مجهورة ( ﮔ ) ولم يبدلوها مع تبدل القاف المهموسة إلى مجهورة .
وفي هذا الخصوص تقول الدكتورة حليمة عمايرة : " هنالك خلاف بين اللغويين العرب القدماء ، والمعاصرين في وصف القاف من حيث الجهر والهمس، فالقدماء يذهبون إلى أنها مجهورة، والمحدثون يذهبون إلى أنها مهموسة، تنطق دون اهتزاز للوترين الصوتيين.
ـ لفظ الهاء أو الألف الواقعة في نهاية الاسم مفتوحة إذا كانت مسبوقة بحرف حلقي مثل : رحى، مديحَة، ربيعَة، سميعَة، وحروف الحلق هي : ( ألف، عين، غين، خاء، حاء، هاء ).
وكذلك يفعلون مع الأعداد التي تأتي بنفس الصيغة، مثل: أربعَة، وسبعَة، وتسعَة.
أما إذا كانت هذه الهاء أو الألف مسبوقة بأحد حروف الفم فيميلونها ويلفظونها مكسورة كما في : غدة(غدا)، دنيِة(دنيا)، بلِة(بلى)، فاطِمِة، نعجِة، ومن الأعداد : ثاثِة ( ثلاثِة) ، خمسِة ، ثمينيِة .
وما دعاهم لذلك التخلص من مشقة الانتقال من فتح إلى كسر، أو من علو إلى انحدار لأن أصوات الحلق هي أقصى الحروف مخرجاً، وأبعدها في جهاز التصويت، والانتقال بالفتح في حرف من حروف الفم، أو الشفتين إلى الكسر في حرف من حروف الحلق مبعث صعوبة غير يسيرة، وتحقيقاً للانسجام الصوتي، وهو ما عبر عنه سيبويه بقوله : " فكسرت ما قبلها حيث لزمها الكسر وكان ذلك أخف عليهم حيث كانت الكسرة تشبه الألف، فأرادوا أن يكون العمل من وجه واحد "(14) .
ـ إشمام بعض الأحرف مثل التاء والزين والسين ، الطاء والظاء والصاد ، حتى تقترب لفظاً منها إذا كان في أسماء أصحابها ما يشير إلى القوة أو الخشونة، مثل : تَنّور يلفظونها طنّور ، وزَنْبور، ظنْبور، وسَنّور، صَنّور، ولم يجعلوها أحرف إطباق خالصة كرها في الإجحاف بها وحروف الإطباق هي : (الطاء ، والظاء، والصاد ، والضاد ) وتبقى هذه الأحرف على حالها إذا كان في أسماء أصحابها ما يشير إلى الضعف والنعومة كما في : تنورة ، زبدة ، سمكة .
ـ قلب الصاد سين أحياناً ، فيقولون في : صاح ، ساح ، وفي صقع سقع ، وفي صدقة ، سدقة ، وفي صبغ سبغ ، وفي صِخلة سِخلة أي ( رذيلة ) وقال الشامي : " ولا سخّاب " بالسين المهملة والخاء المعجمة المشددة من السّخب وهو لغة ربيعة في الصّخب(15) .
وقال الرافعي : الصادُ التي كالسين، يقرّبونها من السين لكونهما من مخرجٍ واحدٍ ومن لغات العرب إبدالهم السين صاداً إذا كان بعدهما قافٌ وكانتا في كلمةٍ واحدة، فيقولون في " سُقتُ " صقتُ( ).
ـ قلب السين صاداً في الألفاظ التي يوجد في أسمائها خشونة وقوة أو أن يأتي بعدها قاف مثل : ساطور يلفظونها صاطور ، وسطوح صطوح ، وسطل ، صطل ، وسقطْ ، صقطْ ( أي سقطاً ) وهكذا .
وقال ابن منظور عن الخليل: كل صادٍ تجيء قبل القاف وكل سين تجيء قبل القاف فللعرب فيه لغتان: منهم من يجعلها سينا ومنهم من يجعلها صاداً، لا يبالون أمتصلة كانت بالقاف أو متصلة، بعد أن تكونا في كلمة واحدة، إلا أن الصاد في بعض أحسنُ والسينَ في بعضها أحسن(16).
وفي أسماء كثيرة مثل : سعدان ، سما ، وسلة ، تنطق سينا ولا تقلب.
ولقد كانت العرب بشكل عام تجعل الصاد للكلمات والألفاظ التي يوجد في معناها قوة وصلابة ، وتجعل السين للألفاظ التي فيها ضعف ورقـّة ، مثل : صال ، وسال ، فجعلوا الصاد لكلمة صال لأن الصول هو للقتال وللسرعة في التحرك والمراوغة كما في قولهم لمن يقاتل في المعركة ( صال وجال ) في حين جعلوا السين في كلمة سال لأن في سيلان الماء نعومة وسلاسة في الحركة.
قال ابن جني: وجعل العرب الصاد لقوتها للأقوى والسين لضعفها للأضعف (17).
ـ قلب السين أو الصاد زينا في حالات إذا كان في الكلمة قاف أو طاء أو غين مثل : لصق ، لزق ، وسلحفة ، زحلفة ( زلحفة ) ، وصَلـَطة ( سَلَطة ) ، زلطة ، وصغير ، زغيّر ؛ قال الرافعي : ومن الحروف المتفرعة المستحسنة، الصاد التي تكون كالزاي (18).
ـ قلب الهاء حاء إذا كانت مسبوقة بالقاف مثل : قهوة ، وقهر ، يلفظونها ، قحوة ، وقحر ولهذه الحالة علاقة بمجاورتهم للأتراك والأنباط وبسهولة نطق الكلمة التي تسبق فيها الهاء القاف ، ولهذا نرى أن قواميس اللغة العربية تفتقر إلى هذا النوع من الألفاظ التي تتبع فيها القاف الهاء مباشرة ، وهي نادرة جدا في اللهجات العربية العامية ومنها اللهجة المحلمية . ولقد عدَّ اللغويين ظاهرة قلب الهاء حاء من عيوب المنطق العربي وسموها ( اللكنة ) ، قال النويري : واللكنة هي إدخال بعض حروف العرب في حروف العجم، وتشترك فيها اللغة التركية والنبطية، وهي إبدال الهاء حاءً (19).
ـ لفظ هاء الغائب مضمومة مطلقاً مثل "عليْهُ " ويخففون هذه الهاء ويهتمون بالضمة فقط كما في قولهم : "عينـْك عليْــُ ( عليْهُ )" أي راقبه وكن حذراً منه ؛ قال الرافعي : هاء الغائب مضمومة في لغة أهل الحجاز مطلقاً إذا وقعت بعد ياء ساكنة فيقولون : لديْهُ وعليْهُ ، ولغة غيرهم كسرها(20) .
وأحيانا يبقون على الهاء ويلفظونها مضمومة كأن يقولوا :"أيْش بُهو فلان" ، يقول سيبويه : وأهل الحجاز يقولون مررت بهو ، ولديهو مال ويقرءون: "فخسفنا بهو وبدارهو الأرض "(21) .
ـ المعاقبة بين الأحرف فيستبدلون حرفا بآخر كما فعلوا عندما استبدلوا حرف الفاء بالثاء في "فم" ولفظوها "ثم" و "فرم" لفظوها "ثرم" .
الزبيدي : والعربُ تُعقِبُ بينَ الفاءِ والثَّاءِ، وتُعَاقِبُ، مِثل جَدَثٍ وجَدَفٍ(22).
أنيس : جَدَث وجَدَف وثار وفار(23) .
ـ التقديم والتأخير في موضع الحروف ، فيقدمون حرفا ويؤخرون آخر ويقولون في : بعرة برعة ، وفي رأيتُ أريتُ ، وفي مذعور معذور ، وهكذا.
والتقديم والتأخير هي ظاهرة صوتية تعرفها أغلب اللهجات العربية وهذا ما نسمعه في لهجة أهل الشام الذي يقولون في : عقل قعل ( أعل ) وفي مسرح ( مرسح ) ، وأهل السفيرة ( قرب حلب ) الذين يقولون في : نعجة عنجة .
قال الفراء : لغة أهل الحجاز " عميق " وبنو تميم يقولون " معيق "(24) .
أو أنهم يبدّلون أول حرف من حروف الكلمة بآخرها كقولهم في : "لعن" ، "نعل" وفي " لـِسان " ، " نسال " ويميلون ألفها ويقولون ( لسين ) لأن المحلمي يميّل ، ويقولون في : " نمال " ، " لمان " وهو جمع النمل ولم تميّل الألف هنا لأن أولها مفتوح ( راجع الإمالة ) .
ـ دمج الحروف في بعضها وإدغامها مثل : منْ أنت " يلفظونها مننّنت ، وكيفْ أنت كيفنت ، وبسْ أراك بسّرّاك، هل السنة هسّنة، يقول الرافعي: ومن العرب مَن يبدلُ الهمزة المفتوحة إذا كانت منفصلة ـ أي بين كلمتين ـ إلى لفظ ما قبلها ويدغمها فيه "ويسمونه التخفيف ألبدلي" فيقولون في " أو أنت " : أوّنت، وفي " أبو أيوب " : أبويُّوب، وهكذا(25).
قال أنيس إبراهيم : وأنّ القبائل التي أثرت في البيئة العراقية كانت تميل لهجاتها الإدغام ، وقد عرفنا من قبل أن البيئة العراقية قد تأثرت بقبائل وسط الجزيرة وشرقيها. وعلى هذا فيمكن الحكم على أنّ القبائل التي عرفت بالإدغام هي:
تميم ـ طي ـ أسد ـ بكر بن وائل – تغلب ـ عبد القيس .
والقبائل التي آثرت الإظهار هي : قريش ـ ثقيف ـ كنانة ـ الأنصار ـ هذيل (26) .
فنلاحظ أن القبائل التي آثرت الإدغام هي القبائل ذاتها التي عرف عن لهجاتها الإمالة. وكلها كانت من قبائل وسط الجزيرة وشرقيها .
ـ تأثر الأصوات ببعضها كإشمام الصاد الزاي إذا كانت هذه الصاد ساكنة وجاء بعدها " غين " أو " دال ، ولم يبدلوها زاياً خالصة كراهية الإجحاف بها للإطباق، فيقولون في : " أصغر ، أزغر" ، وفي " أصدق ، أزدق " ، وفي "أصبح " ، أزبح ، وإنما دعاهم إلى أن يقربوها ليكون عملهم من وجه واحد، وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد .
ولقد شاعت هذه الظاهرة بين قبائل البيئة العراقية وأن الحجازيين كانوا ملتزمين الإظهار ويحترزون من تأثر الأصوات المجاورة بعضها ببعض كما ذكر أنيس إبراهيم(27) .
قال الرافعي : ومن الحروف المتفرعة المستحسنة الصاد التي تكون كالزاي ، وذلك أن الصاد متى كانت ساكنة وكان بعدها دال نطقوها زاياً مفخمة غير خالصة، لأنهم يضارعون بها أشبه الحروف بالدال في موضعه وهو الزاي، لأنها حرفٌ مجهورٌ غير مطبق، فيقولون في نحو " أصدر، ومصدر، والتصدير" أزدر، ومزدر، والتزدير، ولكن كما ينطق عامّتنا حرف الظاء، وقال سيبويه: " وسمعنا العرب الفصحاء يجعلونها زاياً خالصةً... إرادة أن يكون عملهم من وجه واحد، وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد"(28)
ـ تحقير الأشياء في كلامهم وتصغيرها كقولهم في : ضحكة ، ( ضحكويِة ) وفي لعبة ، ( لعبوية ) ، وفي حكاية ( حكّوية ) وفي أغنية ، ( غنّوية ) ، وفي خباية ( خبوية )، وفي بيت بيتونة وهكذا.
من كتاب اللهجة العربية المحلمية
(عبدالقادر عثمان)
--------------------------------------
المراجع
(1) ـ الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 ص 103
(2) ـ الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1ص115
(3) ـ الرافعي – تاريخ آداب العرب ج1 ص121
(4) ـ ابن منظور اللسان ج13 ص160
(5) ـ الزبيدي – تاج العروس ج30 ص255
(6) ـ الذييبـ المعجم النبطي ص 223
(7) ـ التواب - فصول في فقه العربية ص151 - 152
(8) ـ سيبويه ـ الكتاب ج4 ص 197.
(9) - مجلة التراث العربي دمشق العددان99و100 ت1- 2005
(10) ـ سيبويه ـ الكتاب ج4 ص 196
(11) ـ المزهر ج 1ص: 222
(12) ـ حدائق الأزاهرـ ابن عاصم الغرناطي ـ الحديقةالخامسة في أمثال العامة وحكمها.
(13) ـ ديوان مجنون ليلى ق 58/4 ص74
(14) -الكتاب لسيبويه ج 4 ص: 108
(15) - سبل الهدي والرشاد ـ شمس الدين الشامي ج1 ص97
(16) - ـ لسان العرب ـ ابن منظور ج8 ص159، 439
(17) -ابن جني ـ الخصائص ج2 ص162
(18) -الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 ص 94
(19) - نهاية الأرب في فنون الأدب ـ النويري ج3 ص350
(20) -الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 ص 121
(21) -"سيبويه "الكتاب ج4 ص195.
(22) - تاج العروس ج3 ص430
(23) - أنيس إبراهيم ـ اللهجات العربية ص 164
(24) - لسان العرب ـ ابن منظور ج10 ص 270
(25) - تاريخ آداب العرب ـ الرافعي ج1 ص 92
(26) -أنيس إبراهيم ـ اللهجات العربية ص64
(27) -أنيس إبراهيم ـ اللهجات العربية ص 66
(28) - ـ الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 94 ، 95
http://www.almuhallamia.com/
ـ إثبات النون بعد واو الجماعة وياء المخاطبة في الأفعال الخمسة موافِقةً لما نصت عليه كتب القواعد والنحو، مثل: ( ينامون، وتلعبين ). والأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به: ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المؤنثة المخاطبة.
ـ ضمْ تاء الفاعل للمتكلم وتسكين ما قبلها ولفظها كما جاءت في كتب اللغة مثل: ( قلـْتُ، نمْتُ ). إلا أنَّ هذه الضمة تُمد لتصبح واو ممدودة إذا اتصل بها ضمير، مثل : " ضربتوك ، ضربتوهُ ، ضربتوا ( للمؤنث ) " .
ـ ضم هاء الغائب ولفظها كما جاءت في كتب اللغة مثل : سقاهُ ، لـُهُ ، وشاركهم هذا اللفظ أهل ماردين ومن يجاور المحلمية من الناطقين بلهجتهم .
ـ كسر كاف المخاطبة ولفظها كما تلفظ في كتب اللغة، مثل : ( لكِ ، وبيْتكِ ) ، وهكذا لفظها أهل الجزيرة الفراتية باستثناء أهل دير الزور الذين بدلوا هذه الكاف إلى ( ج ) بدوية وقالوا بيتجِ ( بيتجي ) بدلاً من بيتكِ .
ـ تسكين الياء والواو مع فتح ما قبلها في ألفاظ مثل : بَيْت، زَيْت، أيـْن، لـَوْن، هَوْن، وفي أسماء مثل : فـَيْصل، حسَيْن، زَيْنِة ، وذلك مطابقة للفظ المماثل في كتب اللغة.
ـ الإبقاء على تحريك أحرف وسط الكلام كما في : (مَلـِيح، مَرَتي، عَمـَّتـَك ، تاكـُلـَك ) التي سَكِّنَتها بعض اللهجات العربية الأخرى ولفظتها : (أمْليح ، مَرْتي عَمْتـَك، وتاكـْلـَك ) .
ـ كسر أوائل الأفعال المضارعة مثل: ( نـِلعب، يـِلعب، تِلعب ) ماعدا ألف المتكلم التي تلفظ عندهم مفتوحة مثل: ( أنا ألعب )، في حين يفتحها البدو مطلقاً ويقولون: ( ألعب، نـَلعب، يَلعب، تَلعب )، قال صاحب اللسان : وتِعْلَمُ، بالكسر: لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب، وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ هُذيل فيقولون تَعْلَم والقرآن عليها قال وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم بالكسر وقال سيبويه : إن بني تميم يخالفون العرب ويتفقون مع أهل الحجاز مع فتح ياء المضارعة فقط (2) .
ـ مطابقة الفعل ( أخذ، أكل ) في صيغة الأمر، للوزن المماثل له في اللغة الفصحى، فيقولون: ( خذ و كلْ ) للمفرد المخاطب ، ولا يقولون ( خود ، و كول ) التي يلفظها أهل الشام .
ـ كسر لام الجر أحياناً مع الظاهر، وتسكين الضمير، وضم اللام والضمير معاً أحياناً أخرى كقولهم: "روح اشتري لِكْ ولـُهُ" وللمؤنث "أشتريْ لِكِ ولها ". وقال الرافعي : في لغة خزاعة يكسرون لام الجر مطلقاً مع الظاهر والضمير، وغيرهم يكسرها مع الظاهر ويفتحها مع الضمير غير ياء المتكلم فيقولون : "المال لِكّ ولـُهُ" (3) .
ـ التحدث باسم الطائفة من الشيء فيقولون : دَوْمة في دوم ، وجوْزة في جَوْز، وتوثة في توث ، وسليقة في سليق ، ولحمة في لحم ، وباقورة في بقر ، ورمادة في رماد ، ودهنة في دهن ، وقصلة في قصل ، قال ابن منظور : دهنة تعني طائفة من الدهن(4) .
الزبيدي : والقَصلةـ الطائفةُ المُنقصِلَة من الزرعِ جَمْعُها قَصَلٌ (5) .
ولهذا نرى أن أغلب اسماء قراهم وبلداتهم تحمل اسم الطائفة وليس الجمع مثل كفر توثة , كفر جوزة, وغيرها.
ـ الإبقاء على حرف التحقيق "قد" الذي يشير وجوده إلى إتمام الفعل وتحقيقه مثل : "كت نام ، كت لعب" وذلك مطابقة للوزن المماثل في الفصحى ولكن مع تحريف هذا الحرف ولفظه ( كت ) بدلاً من ( قد ) .
ويشاركهم استعماله أغلب اللهجات الجزرية ألأخرى مثل أهل الموصل وبعشيقا وبازبدي الذين يلفظونه " كن " ، وأهل ماردين ومحيطها الناطق بالعربية "كل" ، أما أهل دير الزور فلا يستعملونه البتة .
ويستعمله أيضا أبناء بعض العشائر العربية الربعية في الأردن ، يقال لهم الجعافرة ، وينطقونه ( كن ) على طريقة أهل الموصل إلا أن أغلب اللهجات الأخرى قد أهملته وحذفته من قواميس لهجاتها .
ـ استعمال حرف الاستقبال في كلامهم ، مطابقة للفصحى ، ولكنهم ينطقونه " تـَ " بدلا من " سـَ " فيقولون : ( تينام ، في سينام ، وتيلعب في سيلعب وهكذا يفعل أيضا ممن يتحدثون العربية في محيطهم ، وهذا ما يفعله أهل ( نجد ) أيضاً الذين يقولون : ( تتكتب ) في ( ستكتب ) وتتروح في ( ستروح ) كما ذكر الذييب في المعجم النبطي(6).
وما إذا كان قلب السين إلى تاء ممكناً في اللغة العربية يقول الدكتور رمضان عبد التواب : تفسير قلب السين تاء سهل لأنهما من الناحية الصوتية متناظران في الشدة والرخاوة أي أنهما يتفقان في المخرج وهو الأسنان واللثة كما يتفقان بالهمس وهو عد اهتزاز الأوتار الصوتية ويتفقان أخير في الترقيق والفرق الوحيد بينهما هو أن السين رخوة احتكاكية والتاء شديدة انفجارية والملاحظ أنَّ الصوتين إذا تناظرا، أمكن قلب أحدهما إلى الآخر بسهولة(7) .
ـ قلب ميم المخاطبين والغائبين إلى نون للتخفيف, كقولهم في: عندكم عندكن ، وفي بيتهم بيْتن ، وهذه الظاهرة اللفظية تنتشر في أكثر لهجات أهل الشام ، إلا أن أهل الموصل ودير الزور أبقوها ميما ولم يقلبوها .
ـ استعمال ( الوَكِم ) في لهجتهم وهو كسر الكاف التي تسبق ميم المخاطبين ، فيقولون في بيتكُم ، بيتكِم وفي لكُم ،لكِم وهكذا ينطقها أهل الموصل إلى اليوم إلا أنَّ عرب الطور ولتخفيف الميم الذي أثقلها كسر الكاف قلبوها إلى "نون" فصارت " بيْتكِن ولِكِن " وهي ظاهرة منتشرة أيضا لدى سكان جبل الدروز وجبل العلويون الذي يلفظونها كما يلفظها المحلميون "بيْتكِن، والْكِن" أما أهل دير الزور فليفظون الكاف مرفوعة مطلقا .
والوكم حالة لفظية اختص بها قوم من كلب ، وناس من بكر بن وائل وهي كسر الكاف من ضمير المخاطبين المتصل ( كِم ) ، قال سيبويه : ( وقال ناس من بكر بن وائل من أحلامكم وبكم شبهها بالهاء لأنها علم إضمار وقد وقعت بعد الكسرة فأتبع الكسرة حيث كانت حرف إضمار وكان أخف عليهم من أن يضم بعد أن يكسر وهي رديئة جداً )(8). وجاء في مجلة التراث العربي ومع وصف سيبويه لهذه الحالة بالرديئة فإنّه يعلل هذا الإتباع بأنه أخف على اللسان من الانتقال من كسرة إلى ضمة حين قال: "أتبع الكسرة كسرة" فنص صراحة على أن هذه اللهجة لونٌ من ألوان الإتباع أو الانسجام الحركي يهدف إلى التقليل من الجهد العضلي، وذلك بجعل الحركتين متماثلتين تماثلاً تقدمياً، وتسمى هذه الظاهرة باسم "الوَكْم": "ومن ذلك الوَكْم في لغة ربيعة وهم قوم من كلب يقولون عَلَيْكِم وبِكِم، حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة" (9) .
ـ استعمال ( الوهم ) وهو كسر الهاء التي تسبق ميم الغائبين المتصل مطلقاً فيقولون في بيتهُم ، بيتـهـِم ، وعنهُم ، عنـهـِم إلا أن أهل الموصل حذفوا الهاء للتخفيف وكسروا بدلا عنها الحرف الذي سبقها ونطقوها ( بيتـِم ) لكن المحلميون لم يكتفوا بحذف الهاء بل قلبوا الميم إلى نون ولفظوها ( بيْتـِن وعَنِن ) وهذا ما فعله أيضا سكان جبل العلويين وجبل الدروز في سوريا .
والوهم لغة تنسب إلى بني كلب وقوم من ربيعة ، قال سيبويه : وأعلم قوماً من ربيعة يقولون "عنهـِم" وأتبعوها الكسرة ولم يكن المسكّن حاجزاً رصيناً عندهم وهذه لغة رديئة(10).
وقال السيوطي : "ومن ذلك الوَهْم في لغة كلب يقولون مِنْهِم وعَنْهـِم وبينِهـِم، وإن لم يكن قبل الهاء ياء ولا كسرة "(11).
ـ إضافة حرف ( كـ ) للفعل المضارع المستمر كدالة على استمراره مثل : "كألعب ، كنلعب ، كيلعب ، كتلعب ، وكيلعبون" وهكذا يفعل أهل المناطق القريبة من منطقة المحلمية ومعهم ابناء الأندلس ومن هاجر منهم إلى دول المغرب العربي كما جاء في أمثال ابن عاصم الغرناطي ( 12) . إلا أن أهل الموصل ينطقونها ( د ) بدلا من ( كـ ) ، ويقولون : " دَلّعب ودنلعب وديلعب " باستثناء القدامى من أهل الموصل ومعهم أهل بعشيقا وبحزان الذين ينطقونها كما ينطقها المحلميون أي بالكاف .
ـ تحقيق الهمزة في: "أين و أيش" ولفظها كما جاءت عليه في كتب اللغويين ولم تُقلب عندهم إلى واو كما يفعل البدو الذين يقولون : "وين ، ويش" .
وتـُقلب الهمزة صوْت لين إذا جائت فوق الألف أو الواو في وسط الكلام ، كقولهم في : "فأس فاس ، وفي فؤاد فواد" .
وتُخفف هذه الهمزة أو تدمج مع الحرف الذي يسبقها إذا وقعت في نهاية الكلمة مثل : ( جاء وجيء وسَماء وسَوْداء وبيْضا ) ، يلفظونها : جا ، جي ، سوْدا ، بيْضا ، مع مد الحرف الآخير من الكلمة ، فيقولون : ( جاا ، سوْداا ، بيْضاا ) فتشعر وكأنها مهموزة.
وتقلب عندهم إلى ياء إذا جاءت على نبرة واتصل بها أحد ضمائر الرفع مثل : " جئتُ، جئنا، جئتي " ، يلفظونها " جيتُ، جينا، جيتي " . ويقلبونها ياء إذا جاءت مع الألف المقصورة فيقولون هيدي في هادئ ، وقيري في قارئ .
وقال مجنون ليلي :
ولَوْ أحدَقُوا بي الإنْس والجنُّ كُلُّهمْ لكي يَمْنَعوني أنْ أجيكِ لَجيتُ ( 13).
ـ نطق الكاف المهموسة ( كـ ) كافا فارسية معقوفة ( ﮔ ) وذلك عند الألف ، والدال ، والذال ، والزين ، والباء فقالوا : في كازوز ، ﮔازوز وفي كدّى ، ﮔدّى، وفي كدي ، ﮔدي ، وفي كذب ، ﮔذب وفي نكز ، نـﮔز.
ولكنها تعود كافا مهموسة إذا جاءت مع أحرف أخرى كما في : كسر ، كتل ، كنّس.
ونطق الكاف المهموسة كافا فارسية هي ظاهرة صوتية منتشرة في أكثر لهجات أهل بلاد الشام فكثيرا ما يقولون في : كبير ﮔبير ، وفي كديش ﮔديش ، وفي كازوز ﮔازوز وهكذا .
ـ نطق القاف مهموسة ( ق ) كما جاء بها علماء اللغة المعاصرين ، مثل : "قلب، ساق، عقد" ولكنهم ينطقونها أحياناً قافا مجهورة ( ﮔ ) فيقولون في : قردن ، قرّ ، قرّح ، قلقل ، قبّ ، ( ﮔردن ، ﮔرّ ، ﮔرّح ، ﮔلـﮔل ، ﮔبّ ) وأرى أن أسباب نطقهم للقاف أحيانا بهذا الشكل في بعض الكلمات هي لغة قديمة عندهم ، وأنّ هذه الألفاظ هي من ألفاظهم القديمة التي أبقوا قافها مجهورة ( ﮔ ) ولم يبدلوها مع تبدل القاف المهموسة إلى مجهورة .
وفي هذا الخصوص تقول الدكتورة حليمة عمايرة : " هنالك خلاف بين اللغويين العرب القدماء ، والمعاصرين في وصف القاف من حيث الجهر والهمس، فالقدماء يذهبون إلى أنها مجهورة، والمحدثون يذهبون إلى أنها مهموسة، تنطق دون اهتزاز للوترين الصوتيين.
ـ لفظ الهاء أو الألف الواقعة في نهاية الاسم مفتوحة إذا كانت مسبوقة بحرف حلقي مثل : رحى، مديحَة، ربيعَة، سميعَة، وحروف الحلق هي : ( ألف، عين، غين، خاء، حاء، هاء ).
وكذلك يفعلون مع الأعداد التي تأتي بنفس الصيغة، مثل: أربعَة، وسبعَة، وتسعَة.
أما إذا كانت هذه الهاء أو الألف مسبوقة بأحد حروف الفم فيميلونها ويلفظونها مكسورة كما في : غدة(غدا)، دنيِة(دنيا)، بلِة(بلى)، فاطِمِة، نعجِة، ومن الأعداد : ثاثِة ( ثلاثِة) ، خمسِة ، ثمينيِة .
وما دعاهم لذلك التخلص من مشقة الانتقال من فتح إلى كسر، أو من علو إلى انحدار لأن أصوات الحلق هي أقصى الحروف مخرجاً، وأبعدها في جهاز التصويت، والانتقال بالفتح في حرف من حروف الفم، أو الشفتين إلى الكسر في حرف من حروف الحلق مبعث صعوبة غير يسيرة، وتحقيقاً للانسجام الصوتي، وهو ما عبر عنه سيبويه بقوله : " فكسرت ما قبلها حيث لزمها الكسر وكان ذلك أخف عليهم حيث كانت الكسرة تشبه الألف، فأرادوا أن يكون العمل من وجه واحد "(14) .
ـ إشمام بعض الأحرف مثل التاء والزين والسين ، الطاء والظاء والصاد ، حتى تقترب لفظاً منها إذا كان في أسماء أصحابها ما يشير إلى القوة أو الخشونة، مثل : تَنّور يلفظونها طنّور ، وزَنْبور، ظنْبور، وسَنّور، صَنّور، ولم يجعلوها أحرف إطباق خالصة كرها في الإجحاف بها وحروف الإطباق هي : (الطاء ، والظاء، والصاد ، والضاد ) وتبقى هذه الأحرف على حالها إذا كان في أسماء أصحابها ما يشير إلى الضعف والنعومة كما في : تنورة ، زبدة ، سمكة .
ـ قلب الصاد سين أحياناً ، فيقولون في : صاح ، ساح ، وفي صقع سقع ، وفي صدقة ، سدقة ، وفي صبغ سبغ ، وفي صِخلة سِخلة أي ( رذيلة ) وقال الشامي : " ولا سخّاب " بالسين المهملة والخاء المعجمة المشددة من السّخب وهو لغة ربيعة في الصّخب(15) .
وقال الرافعي : الصادُ التي كالسين، يقرّبونها من السين لكونهما من مخرجٍ واحدٍ ومن لغات العرب إبدالهم السين صاداً إذا كان بعدهما قافٌ وكانتا في كلمةٍ واحدة، فيقولون في " سُقتُ " صقتُ( ).
ـ قلب السين صاداً في الألفاظ التي يوجد في أسمائها خشونة وقوة أو أن يأتي بعدها قاف مثل : ساطور يلفظونها صاطور ، وسطوح صطوح ، وسطل ، صطل ، وسقطْ ، صقطْ ( أي سقطاً ) وهكذا .
وقال ابن منظور عن الخليل: كل صادٍ تجيء قبل القاف وكل سين تجيء قبل القاف فللعرب فيه لغتان: منهم من يجعلها سينا ومنهم من يجعلها صاداً، لا يبالون أمتصلة كانت بالقاف أو متصلة، بعد أن تكونا في كلمة واحدة، إلا أن الصاد في بعض أحسنُ والسينَ في بعضها أحسن(16).
وفي أسماء كثيرة مثل : سعدان ، سما ، وسلة ، تنطق سينا ولا تقلب.
ولقد كانت العرب بشكل عام تجعل الصاد للكلمات والألفاظ التي يوجد في معناها قوة وصلابة ، وتجعل السين للألفاظ التي فيها ضعف ورقـّة ، مثل : صال ، وسال ، فجعلوا الصاد لكلمة صال لأن الصول هو للقتال وللسرعة في التحرك والمراوغة كما في قولهم لمن يقاتل في المعركة ( صال وجال ) في حين جعلوا السين في كلمة سال لأن في سيلان الماء نعومة وسلاسة في الحركة.
قال ابن جني: وجعل العرب الصاد لقوتها للأقوى والسين لضعفها للأضعف (17).
ـ قلب السين أو الصاد زينا في حالات إذا كان في الكلمة قاف أو طاء أو غين مثل : لصق ، لزق ، وسلحفة ، زحلفة ( زلحفة ) ، وصَلـَطة ( سَلَطة ) ، زلطة ، وصغير ، زغيّر ؛ قال الرافعي : ومن الحروف المتفرعة المستحسنة، الصاد التي تكون كالزاي (18).
ـ قلب الهاء حاء إذا كانت مسبوقة بالقاف مثل : قهوة ، وقهر ، يلفظونها ، قحوة ، وقحر ولهذه الحالة علاقة بمجاورتهم للأتراك والأنباط وبسهولة نطق الكلمة التي تسبق فيها الهاء القاف ، ولهذا نرى أن قواميس اللغة العربية تفتقر إلى هذا النوع من الألفاظ التي تتبع فيها القاف الهاء مباشرة ، وهي نادرة جدا في اللهجات العربية العامية ومنها اللهجة المحلمية . ولقد عدَّ اللغويين ظاهرة قلب الهاء حاء من عيوب المنطق العربي وسموها ( اللكنة ) ، قال النويري : واللكنة هي إدخال بعض حروف العرب في حروف العجم، وتشترك فيها اللغة التركية والنبطية، وهي إبدال الهاء حاءً (19).
ـ لفظ هاء الغائب مضمومة مطلقاً مثل "عليْهُ " ويخففون هذه الهاء ويهتمون بالضمة فقط كما في قولهم : "عينـْك عليْــُ ( عليْهُ )" أي راقبه وكن حذراً منه ؛ قال الرافعي : هاء الغائب مضمومة في لغة أهل الحجاز مطلقاً إذا وقعت بعد ياء ساكنة فيقولون : لديْهُ وعليْهُ ، ولغة غيرهم كسرها(20) .
وأحيانا يبقون على الهاء ويلفظونها مضمومة كأن يقولوا :"أيْش بُهو فلان" ، يقول سيبويه : وأهل الحجاز يقولون مررت بهو ، ولديهو مال ويقرءون: "فخسفنا بهو وبدارهو الأرض "(21) .
ـ المعاقبة بين الأحرف فيستبدلون حرفا بآخر كما فعلوا عندما استبدلوا حرف الفاء بالثاء في "فم" ولفظوها "ثم" و "فرم" لفظوها "ثرم" .
الزبيدي : والعربُ تُعقِبُ بينَ الفاءِ والثَّاءِ، وتُعَاقِبُ، مِثل جَدَثٍ وجَدَفٍ(22).
أنيس : جَدَث وجَدَف وثار وفار(23) .
ـ التقديم والتأخير في موضع الحروف ، فيقدمون حرفا ويؤخرون آخر ويقولون في : بعرة برعة ، وفي رأيتُ أريتُ ، وفي مذعور معذور ، وهكذا.
والتقديم والتأخير هي ظاهرة صوتية تعرفها أغلب اللهجات العربية وهذا ما نسمعه في لهجة أهل الشام الذي يقولون في : عقل قعل ( أعل ) وفي مسرح ( مرسح ) ، وأهل السفيرة ( قرب حلب ) الذين يقولون في : نعجة عنجة .
قال الفراء : لغة أهل الحجاز " عميق " وبنو تميم يقولون " معيق "(24) .
أو أنهم يبدّلون أول حرف من حروف الكلمة بآخرها كقولهم في : "لعن" ، "نعل" وفي " لـِسان " ، " نسال " ويميلون ألفها ويقولون ( لسين ) لأن المحلمي يميّل ، ويقولون في : " نمال " ، " لمان " وهو جمع النمل ولم تميّل الألف هنا لأن أولها مفتوح ( راجع الإمالة ) .
ـ دمج الحروف في بعضها وإدغامها مثل : منْ أنت " يلفظونها مننّنت ، وكيفْ أنت كيفنت ، وبسْ أراك بسّرّاك، هل السنة هسّنة، يقول الرافعي: ومن العرب مَن يبدلُ الهمزة المفتوحة إذا كانت منفصلة ـ أي بين كلمتين ـ إلى لفظ ما قبلها ويدغمها فيه "ويسمونه التخفيف ألبدلي" فيقولون في " أو أنت " : أوّنت، وفي " أبو أيوب " : أبويُّوب، وهكذا(25).
قال أنيس إبراهيم : وأنّ القبائل التي أثرت في البيئة العراقية كانت تميل لهجاتها الإدغام ، وقد عرفنا من قبل أن البيئة العراقية قد تأثرت بقبائل وسط الجزيرة وشرقيها. وعلى هذا فيمكن الحكم على أنّ القبائل التي عرفت بالإدغام هي:
تميم ـ طي ـ أسد ـ بكر بن وائل – تغلب ـ عبد القيس .
والقبائل التي آثرت الإظهار هي : قريش ـ ثقيف ـ كنانة ـ الأنصار ـ هذيل (26) .
فنلاحظ أن القبائل التي آثرت الإدغام هي القبائل ذاتها التي عرف عن لهجاتها الإمالة. وكلها كانت من قبائل وسط الجزيرة وشرقيها .
ـ تأثر الأصوات ببعضها كإشمام الصاد الزاي إذا كانت هذه الصاد ساكنة وجاء بعدها " غين " أو " دال ، ولم يبدلوها زاياً خالصة كراهية الإجحاف بها للإطباق، فيقولون في : " أصغر ، أزغر" ، وفي " أصدق ، أزدق " ، وفي "أصبح " ، أزبح ، وإنما دعاهم إلى أن يقربوها ليكون عملهم من وجه واحد، وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد .
ولقد شاعت هذه الظاهرة بين قبائل البيئة العراقية وأن الحجازيين كانوا ملتزمين الإظهار ويحترزون من تأثر الأصوات المجاورة بعضها ببعض كما ذكر أنيس إبراهيم(27) .
قال الرافعي : ومن الحروف المتفرعة المستحسنة الصاد التي تكون كالزاي ، وذلك أن الصاد متى كانت ساكنة وكان بعدها دال نطقوها زاياً مفخمة غير خالصة، لأنهم يضارعون بها أشبه الحروف بالدال في موضعه وهو الزاي، لأنها حرفٌ مجهورٌ غير مطبق، فيقولون في نحو " أصدر، ومصدر، والتصدير" أزدر، ومزدر، والتزدير، ولكن كما ينطق عامّتنا حرف الظاء، وقال سيبويه: " وسمعنا العرب الفصحاء يجعلونها زاياً خالصةً... إرادة أن يكون عملهم من وجه واحد، وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد"(28)
ـ تحقير الأشياء في كلامهم وتصغيرها كقولهم في : ضحكة ، ( ضحكويِة ) وفي لعبة ، ( لعبوية ) ، وفي حكاية ( حكّوية ) وفي أغنية ، ( غنّوية ) ، وفي خباية ( خبوية )، وفي بيت بيتونة وهكذا.
من كتاب اللهجة العربية المحلمية
(عبدالقادر عثمان)
--------------------------------------
المراجع
(1) ـ الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 ص 103
(2) ـ الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1ص115
(3) ـ الرافعي – تاريخ آداب العرب ج1 ص121
(4) ـ ابن منظور اللسان ج13 ص160
(5) ـ الزبيدي – تاج العروس ج30 ص255
(6) ـ الذييبـ المعجم النبطي ص 223
(7) ـ التواب - فصول في فقه العربية ص151 - 152
(8) ـ سيبويه ـ الكتاب ج4 ص 197.
(9) - مجلة التراث العربي دمشق العددان99و100 ت1- 2005
(10) ـ سيبويه ـ الكتاب ج4 ص 196
(11) ـ المزهر ج 1ص: 222
(12) ـ حدائق الأزاهرـ ابن عاصم الغرناطي ـ الحديقةالخامسة في أمثال العامة وحكمها.
(13) ـ ديوان مجنون ليلى ق 58/4 ص74
(14) -الكتاب لسيبويه ج 4 ص: 108
(15) - سبل الهدي والرشاد ـ شمس الدين الشامي ج1 ص97
(16) - ـ لسان العرب ـ ابن منظور ج8 ص159، 439
(17) -ابن جني ـ الخصائص ج2 ص162
(18) -الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 ص 94
(19) - نهاية الأرب في فنون الأدب ـ النويري ج3 ص350
(20) -الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 ص 121
(21) -"سيبويه "الكتاب ج4 ص195.
(22) - تاج العروس ج3 ص430
(23) - أنيس إبراهيم ـ اللهجات العربية ص 164
(24) - لسان العرب ـ ابن منظور ج10 ص 270
(25) - تاريخ آداب العرب ـ الرافعي ج1 ص 92
(26) -أنيس إبراهيم ـ اللهجات العربية ص64
(27) -أنيس إبراهيم ـ اللهجات العربية ص 66
(28) - ـ الرافعي ـ تاريخ آداب العرب ج1 94 ، 95
http://www.almuhallamia.com/
الخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
الخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin
» كلام يجب أن يُقال!
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin
» الكوسوسية في طور عابدين
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin
» باعربايا في المصادر التاريخية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin
» العرب بين التاريخ والجغرافية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin
» السريانية كنيسة وليست قومية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
الأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي
» السلام عليكم
الإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
الأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz