ولد الفنان جان كارات في 6 كانون الثاني سنة 1948 في مدينة القامشلي ضمن عائلة فنية متعددة المواهب بداية بالوالدة ومروراً بالأخوة.
بدايته الفنية كانت عام 1964 مع الموسيقار السرياني الراحل كبرئيل أسعد بحكم الجيرة التي جمعتهم.. حيث كان يستمتع بالاستماع لعزفه على آلة الكمان.. ولشغف جان كارات بالموسيقا والغناء ولأن البدايات ترافقها دائماً صعوبات.. صنع جان كارات لنفسه من كالونة الزيت وقطعة خشبية وأوتاراً من أسلاك الكهرباء (آلة وترية) كان يعزف عليها وحوله أبناء حارته مغنياً أغانٍ للموسيقار فريد الأطرش وغيره.
سنة 1966 تعرف على الأستاذ الياس داود الذي علمه العزف على آلة العود.. وهكذا بدأ الفنان جان كارات بعد أن لمع اسمه في المدرسة وكان المقعد الذي يجلس عليه في الصف آلته الموسيقية الوحيدة (طبعاً أثناء الفرص) وفي تلك الأيام أدى مع مجموعة من الشبان عدداً من الموشحات مثل (يا غصن البان) ورافقه فنانون كثر منهم الياس داود والدكتور محمد ظاظا على الكمان والياس يوسف على العود وسعيد يوسف على البزق وصديقهم حكمت على الطبل.
ـ سنة 1968 لبى نداء الوطن فالتحق بالخدمة الإلزامية حيث شارك بحفلات السمر في المسرح العسكري وبحكم تواجده في دمشق التحق بجمعية الشبان السريانية حيث شكل معهم فرقة موسيقية وأقاموا حفلات كثيرة.
ـ سنة 1971 أنهى خدمته الإلزامية وعاد إلى القامشلي ليبدأ رحلة الفن والرسم والتخطيط والتصميم والديكور والموسيقا والغناء. واتصل مجدداً بالأستاذ الياس داود الذي دعاه للغناء لأول مرة في حفلة خطوبة (ملك حنا عمسيح) حيث لاقى التشجيع الكبير.
وكانت الساحة خالية آنذاك من المطربين وخصوصاً بعد سفر المغني آرام إلى أرمينيا.. فكانت مدينة القامشلي بحاجة إلى فنان يسد هذا الفراغ، حيث دخل الفنان جان كارات مجال الفن بجرأة وتضحية، ونقول بتضحية لأن مهنة الغناء والعزف آنذاك لم تكن مرغوبة، وكان عناصر الفرقة يسمون بالعشاق. ويقول الفنان جان كارات لقد كانت مرحلة صعبة جداً وخاصةً من حيث البرنامج الغنائي للحفلات والذي كان يقدمه آرام وأعتاد عليه الناس حيث كانت الأغاني باللغة الكردية والتركية. ويضيف جان كارات لقد تعلمت آنذاك أكثر من125 أغنية من أغاني الفنان آرام الكردية والتركية وأضفتهم إلى برنامجي المنوع بالأغاني العربية والسريانية والآشورية والأرمنية وشيئاً فشيئاً أعتاد الناس على سماع الغناء السرياني أكثر من غيره..
ـ وبعد ذلك تم تأسيس فرقة (جيني) الموسيقية برعاية الربان يعقوب جرجس وجهود الشاعر المرحوم دنحو دحو وبغيرة متوقدة منهم لجمع الفنانين السريان وسميت بهذا الاسم لأن أسماء أغلب الفنانين فيها يبدأ بحرف الجيم ومنهم الأب جورج جاجان والأب جليل ماعيلو وجان كارات وجورج فرج.. وضمت الفرقة كتّاب ايضاً مثل جورج شمعون، وقدمت هذه الفرقة مسرحيات منها مسرحية (عائلة الطرشان) التي لعب فيها الفنان جان كارات دوراً اساسياً.. وأجمل ما غنى الفنان جان كارات مع هذه الفرقة أغنية (نينوس خليا دعيني كما.. شمشا دشررا) من كلمات الشاعر نينوس آحو وألحان الأخوين الياس داود وفؤاد داود.
ـ سنة 1972 قدمت فرقة جيني الكثير من الأعمال الفنية بجهود الأب جورج جاجان والشاعر المرحوم دنحو دحو والشاعر جورج شمعون.
ـ لم يكن عمل فرقة جيني مقتصراً داخل مدينة القامشلي بل تعداه إلى خارج القطر. حيث وجهت إليها دعوة من العراق فذهبت الفرقة بقيادة الربان يعقوب جرجس إلى الموصل ورافقهم في هذه الرحلة الربان يوحنا مطران حلب حالياً.
ـ في تلك الفترة تأسست أخوية مار يعقوب النصيبيني وكان الفنان جان كارات أحد أعضائها وكان الغناء آنذاك يتم برفقة الآلات الشرقية وبهمّة الأستاذ الياس داود دخل الأورغ ولأول مرة إلى مدينة القامشلي. وفي تلك الفترة غنى الفنان جان كارات أجمل الأغاني السريانية مع الفرقة بقيادة الأستاذ الياس داود.. وبعدها تم تشكيل جديد للفرقة حيث دخلها المطرب آشور يونادم الذي كان يغني أغانٍ غربية كما انضم الأستاذ يعقوب كوركيس للعزف على آلة السكسيفون كما أنضم إليه سمعان مقدسي وأفريم وطوني حسني. واقترح عليهم الموسيقار كبرئيل أسعد أن يكون اسم الفرقة (إيزلا) وعلى أثر ذلك سمى الفنان جان كارات ابنته بهذا الاسم أيضاً محبةً منه لاسم الفرقة.
ـ في عام 1973 تم تسجيل أول كاسيت مردللي عزف فيه جان كارات على آلة الجمبش وكان الكاسيت بعنوان (يا دلهو يا دلهو) وضم أغاني كثيرة منها (صبيحة كلسكرتي، هاي هو لو ماليا.. وغيرها). وإلى جانب الغناء كتب جان كارات أول أغنية له وهي (إيشلك بالغربة الغربة هدتك) وتبعتها أغنية (في وسط القامشلية، يكفى قساوة، موتيق أحبكي، جيرانة هلا هلا، حلوة طلتك ضلال، قومي تنرقص ضلال، كجتني العسكرية.. وغيرها).
ـ في عام 1974 وكما يسميه جان كارات العصر الذهبي للأب جورج جاجان حيث لحّن أجمل الأغاني السريانية.. وكان للفنان جان كارات النصيب الأوفر منها فغنى أغنية (رخيملي ولا مدعلي، خليايا او يومنا، ىش انا زعورا، ازمرا دو لليا، مي نعموةا رخيملي) وغيرها. وبتقنيات متواضعة وبسيطة وضمن الإمكانيات المتوفرة آنذاك. ثم غنى الفنان جان كارات باقة أخرى من أروع الأغاني من ألحانه مثل (شلملك اخليةا ايزلا، زل بشلما خبيبةيدي، شمعْا مقةلن، بدربا دلقنا، فاييةي ايومْا، لما خبيبةا، بجنةا دخوبا، رخمةا زعورةا، يوما بعومرينا، رخملي خوبا مطولةكي) وغيرها الكثير الكثير.
ـ سنة 1976 رسم شماساً ورقي إلى رتبة الأفدياقون على يد المثلث الرحمات نيافة المطران مار اسطاثاوس قرياقس تنورجي.
ـ سنة 1987 كانت محطته إلى السويد وهولندا وألمانيا حيث أقام هناك عدة حفلات، وفي هولندا صمم ديكور للمسرح في أنيشخدة وقدم مسرحيتين عن الأم.
ـ سنة 1989 سافر إلى كندا وأمريكا وسويسرا وغنى فيها وقام بتصميم للمسرح في سويسرا مزين بالعلم السوري بالحجم الكبير.
ـ سنة 1994 دعي الفنان جان كارات إلى بيروت في لبنان وأحيا حفلة الرابطة السريانية فيها حضرها عدد من الوزراء والنواب وسفراء الدول، وقد تحدثت عنه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وخاصةً مجلات التحري والشبكة ومجلة نغم والتي قالت عن الفنان جان كارات: (نغم أصيل من منطقة الجزيرة بحسه المرهف وبساطته وحبه للناس استطاع أن يسحر القلوب ويشد إليه الأنظار بقوة).
ـ سنة 1998 أجرت معه مجلة بهرو سوريويو (بىرا سورييا) الصادرة في السويد لقاءً فنياً فكانت حكمته المفضلة في نهاية اللقاء: ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ.
ـ سنة 1999 شارك في مهرجان المدينة في تونس والذي يهتم بالأغاني الفولكلورية حيث قدم الغناء السرياني والمردلي وقد بثت الكثير من المحطات الحفل وأجريت معه العديد من اللقاءات التلفزيونية وخصوصاً محطة الجزيرة في برنامج المشهد الثقافي.. ويقول الفنان جان كارات أنه أثناء مهرجان المدينة في تونس كان كل الموسيقيين والفنانين يجتمعون ليسمعوا ألحاننا السريانية والمردلية. وحيث طلب منه أحد مدرسي المعاهد الموسيقية في تونس أن يسمعه ألحاناً سريانية فأسمعه صلوات سجلها في كاسيت فقال المدرس أنا سعيد بهذا الكنز مشيراً إلى الكاسيت.
ـ وبعد ذلك سافر فناننا جان كارات في رحلة إلى استنبول بتركيا بدعوة من الجالية السريانية هناك حيث أقام عدة حفلات برفقة ابنه الموهوب فادي كارات. وما لفت نظره في هذه الحفلات أن الغالبية كانت تبكي وهي تسمع لصوت جان كارات. فسألهم لماذا تبكون فقالوا من الفرح لأننا لم نسمع منذ ولادتنا مطرب يغني في تركيا بالسريانية. فقال لهم الفنان جان كارات: لا تصفقوا لي بل صفقوا للغة التي أغني بها لغة آبائنا وأجدادنا ولغة كنيستنا والسيد المسيح.
ـ سنة 1995 شارك الفنان جان كارات في المهرجان الأول للأغنية السريانية في القامشلي حيث وضع مع زملائه الفنانين حجر الأساس للانطلاقة الأولى بعد توقف طويل، وكان مشرفاً فنياً فقام بتصميم كل ما يلزم للمهرجان وخاصةً ديكور المسرح. وقدم الفنان جان كارات في هذا المهرجان أغنية جديدة بعنوان (مشاال اعلي الليا)من ألحانه وكلمات الأستاذ سهيل دنحو. وفي عام 2000 أعاد نفس الأغنية وشارك فيها في المهرجان الثاني للأغنية السريانية.
ـ وفي عام 2002 شارك في المهرجان الثالث للأغنية السريانية وقدم أغنية جديدة بعنوان (او خلما دلةلي مرا)من ألحانه وكلمات المحامي الأستاذ سهيل دنحو.
ـ وفي عام 2002 أيضاً شارك الفنان جان كارات على رأس وفد من فرقة الرها الثانية وضم الوفد ابنه فادي وابنته إيزلا وغيرهم.. في مهرجان طريق الحرير في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية. هذا المهرجان الذي تشارك فيه الدول الواقعة على طريق الحرير وقد وضعت مدينة القامشلي على هذا الطريق وقدمت الفرقة لوحات من الألحان الكنسية والفولكلورية، وقد قام الفنان جان كارات بتصميم اللباس الفولكلوري للفرقة حيث كرمت الفرقة بشهادات تكريم. وقد نشرت جريدة تشرين السورية أخبار الفرقة وما قدمته من تراث سرياني والذي هو جزء من تراث وتاريخ سوريا العريق. وقد ورد على سان الفنان جان كارات أن العروض التي قدمتها الفرقة تنقسم إلى نوعين كنسي وفولكلوري شعبي من صلب الحضارة السورية القديمة يمتد بأصوله إلى مملكة نينوى في العهد الآشوري وسلالة الأباجرة في الرها مروراً بأيامنا هذه بتواصل مستمر.
ـ وفي عام 2003 شارك الفنان جان كارات في مهرجان الأغنية الآشورية الثاني الذي يقام سنوياً في تل تمر. حيث قدم لحناً جديداً لأغنية جديدة بعنوان (اةيلي شلما) من كلمات فرح لحدو أداه الفنان آرام قرياقس برفقة لجنة الرها الفنية.
ـ كما كان للفنان حضوراً وطنياً متميزاً في المناسبات الوطنية في سوريا وكان بمثابة سفير الأغنية السريانية والمردلية في كافة المحافل الفنية المحلية والعالمية (في الوطن والمهجر).
ـ وبتاريخ 23/11/2003 وتحت رعاية نيافة المطران مار اسطاثيوس متى روهم مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس وبإشراف المجلس الملي كرم الفنان جان كارات من قبل لجنة الرها الفنية وأخوية مار يعقوب النصيبيني في حفل مهيب قل نظيره ولم تشهد القامشلي مثيلاً له وذلك تقديراً لخدماته وعطاءاته الفنية المتعددة وخاصةً في مجال الأغنية السريانية والمردلية.
ـ وبتاريخ 7/12/2003 وفي يوم الأحد وافته المنية وتوقف قلبه عن الخفقان بعد صراع مرير مع المرض، ويبقى الأمل موجوداً عبر ابنه الموهوب فادي كارات ليكمل مشوار الفن والغناء الذي نذر والده نفسه من أجله بتضحية قل مثيلها.
الخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
الخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin
» كلام يجب أن يُقال!
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin
» الكوسوسية في طور عابدين
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin
» باعربايا في المصادر التاريخية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin
» العرب بين التاريخ والجغرافية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin
» السريانية كنيسة وليست قومية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
الأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي
» السلام عليكم
الإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
الأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz