الماردليون في حلب !!!
الماردلية او (الماردل) هو اسم أطلق على مجموعات من الناس أصولها من مدينة ماردين ومحيطها وصلت الى حلب على اثر المجاعة التي ضربت تلك المنطقة في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي .
وأغلبهم من بقايا القبائل العربية القديمة والأصيلة وكان بينهم مسيحيون وبعض الأكراد يفال لهم (أكراد بيرتة) وآخرون غيرهم ، إلا أن المسيحيين نأوا بأنفسهم ومنذ البداية عن الأماكن التي تواجد فيها هؤلاء المسلمون وأقام أكثرهم في أحياء غالبية ساكنيها كانوا من المسيحيين وعلى مختلف اجناسهم ولغاتهم ، وأغلب هؤلاء المسلمون كانوا من الفلاحين ولديهم باع طويل وخبرة متوارثة في الأعمال الزراعية يعرفون كيف يربطون الفدان وكيف يشكلون سكته وكيف يعصرون العنب ويصنعون منه الحريرة والعقودة ولا يفقهون من حياة المدينة وأعمالها شيءً ، حالهم شبيه بحال الفلاح الصعيدي المصري البسيط الذي كان الفقر والحرمان يرغمه أحياناً على ترك أحضان ريفه الهادئ الجميل والبسيط والارتماء في أحضان المدينة وغدرها وضجيجها .
وبطبعهم الريفي البسيط وسجيتهم الريفية عمل هؤلاء الماردليون ونساءهم في بدايات إقامتهم في حلب في كل شيء شريف من اجل تأمين لقمة العيش ، هذه اللقمة التي كانت مغموسة بالعلقم ومعجونة بالذل والقهر ومرارة الغربة إلا أنهم كانوا يرون في ذلك العلقم طعم العسل وفي ذلك القهر والتعب راحة البال وهدوءه قياسا مع ما تعرضوا له من مجاعة قاتلة عصفت بمناطقهم في تلك الفترة، وكانوا يرون في العمل الشريف أي كان نوعه كرامتهم وهذه هي طبيعة أبناء الريف في كل مكان وزمان .
واستقر هؤلاء جميعا في حارات فقيرة من حلب مثل : أقيول والشيخ مقصود وبستان باشا ومؤخرا في الأشرفية وغيرها من الأحياء البسيطة التي تتدنى فيها الخدمات ويقل بها الاعتناء وفي بيوت شبيهة بالكانتونات حيث كان يسكن في الغرفة الواحدة عائلتان وثلاثة وأحيانا أربعة لا يفصل بينهم إلا شراشف رقيقة تهتز جوانبها وتتمايل كلما داعبها شخير أحدهم وهو نائم .
هذه المعاناة أفرزت فئتين من أجيال ما بعد النزوح فئة واعية اختارت الطريق الصحيح وسلكت درب المهن الحرة والعلم والدراسة وتخرج الكثيرون منها وتبوأوا مناصب رفيعة في الدولة والمجتمع فكان منهم أطباء وقضاة وأعضاء برلمان وحتى وزراء ، وفئة بسيطة طيبة جاهلة أوقعها جهلها في أوحال الجريمة غير المنظمة وجلب لها الكثير من المشاكل وجعل منها فريسة سهلة لثقافة بعض حارات حلب القديمة كالثقافة النيربية الوضيعة (باب النيرب) وكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى والمتمثلة بعقلية (ابو حمدو) المتخلفة وبفكرها المنحرف المنحط وبشعاراتها الرخيصة مثل : (بنشطب وما بنقطب) وسلاحها ليس لصنعة والعلم والقلم بل الشنتيانة والقندرجية وفتح الذراعين عند المشي وكسر القندرة من الخلف والنظر إلى ألآخرين باحتقار وازدراء وكشف الأذرع والصدور الممتلئة بتشطيبات أفتعلها أصحابها والموشومة بعبارات ورسومات قد تخيف كل من ينظر إليها أو يقرأ ما كتب عليها من عبارات .
هذه الثقافة المسمومة والخطيرة لم تتوقف عند هذا الحد بل تطورت لتأخذ شكلا جديدا وتتخذ منحى خطيرا تمثل بتكرار تعرض البعض من شبابنا وهم في عمر الورود للقتل على يد آخرون ينتمون إلى نفس الثقافة فهنا نتساءل أين هم هؤلاء المثقفون من أبناء (الماردل) مما يحدث وأين هو تأثيرهم التعبوي والنفسي على هؤلاء الشباب ضد هذا النهج الخطير وهذه الثقافة القذرة التي استحوذت على عقولهم وتصرفاتهم وأين هو دورهم الإصلاحي والتوجيهي لهؤلاء الشباب هل لديهم ما هو أهم من أبناءهم ومستقبل هؤلاء الأبناء وهل سيتم السكوت على ما يحصل لهم اليوم كما تم السكوت على أمور كثيرة أخرى وضيعة حدثت في الماضي القريب ومازال البعض منها يحدث إلى اليوم أليس من المعيب أن نقف نحن المثقفون موقف المتفرجين مما يجري لأبنائنا ألم يحن الوقت للتخلص من عقدة الشعور بالعجز والوقوف في وجه ما يحصل لنا ولأبنائنا أم أن الحال أعجبنا وأن ما يجري لهؤلاء الشباب وما يقومون به قد يفرض احترامنا على الآخرين ويجعلهم يهابوننا ، الم يحن الوقت بعد لكي نتخل عن لقب (ماردل) هذا الاسم الذي بات رمزا للعنف والتخلف وأن نتلقب باسم قبيلتنا الحقيقي الذي ننتمي إليها وأن نحافظ على جمال الاسم كما لم نفعل مع اسم ماردين الذي بات رمزا للعنف والمشاكل فكفانا تخلف وعنتريات فاضية جوفاء لأن عنتر قد مات منذ زمن بعيد ومات معه أبو عنتر وماتت معه عبارة (باطل) أيضا وأصبحوا جميعاً في ذمة الله .
عبدالقادر عثمان
http://www.almuhallamia.com/modules.php?name=News&file=article&sid=27
الماردلية او (الماردل) هو اسم أطلق على مجموعات من الناس أصولها من مدينة ماردين ومحيطها وصلت الى حلب على اثر المجاعة التي ضربت تلك المنطقة في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي .
وأغلبهم من بقايا القبائل العربية القديمة والأصيلة وكان بينهم مسيحيون وبعض الأكراد يفال لهم (أكراد بيرتة) وآخرون غيرهم ، إلا أن المسيحيين نأوا بأنفسهم ومنذ البداية عن الأماكن التي تواجد فيها هؤلاء المسلمون وأقام أكثرهم في أحياء غالبية ساكنيها كانوا من المسيحيين وعلى مختلف اجناسهم ولغاتهم ، وأغلب هؤلاء المسلمون كانوا من الفلاحين ولديهم باع طويل وخبرة متوارثة في الأعمال الزراعية يعرفون كيف يربطون الفدان وكيف يشكلون سكته وكيف يعصرون العنب ويصنعون منه الحريرة والعقودة ولا يفقهون من حياة المدينة وأعمالها شيءً ، حالهم شبيه بحال الفلاح الصعيدي المصري البسيط الذي كان الفقر والحرمان يرغمه أحياناً على ترك أحضان ريفه الهادئ الجميل والبسيط والارتماء في أحضان المدينة وغدرها وضجيجها .
وبطبعهم الريفي البسيط وسجيتهم الريفية عمل هؤلاء الماردليون ونساءهم في بدايات إقامتهم في حلب في كل شيء شريف من اجل تأمين لقمة العيش ، هذه اللقمة التي كانت مغموسة بالعلقم ومعجونة بالذل والقهر ومرارة الغربة إلا أنهم كانوا يرون في ذلك العلقم طعم العسل وفي ذلك القهر والتعب راحة البال وهدوءه قياسا مع ما تعرضوا له من مجاعة قاتلة عصفت بمناطقهم في تلك الفترة، وكانوا يرون في العمل الشريف أي كان نوعه كرامتهم وهذه هي طبيعة أبناء الريف في كل مكان وزمان .
واستقر هؤلاء جميعا في حارات فقيرة من حلب مثل : أقيول والشيخ مقصود وبستان باشا ومؤخرا في الأشرفية وغيرها من الأحياء البسيطة التي تتدنى فيها الخدمات ويقل بها الاعتناء وفي بيوت شبيهة بالكانتونات حيث كان يسكن في الغرفة الواحدة عائلتان وثلاثة وأحيانا أربعة لا يفصل بينهم إلا شراشف رقيقة تهتز جوانبها وتتمايل كلما داعبها شخير أحدهم وهو نائم .
هذه المعاناة أفرزت فئتين من أجيال ما بعد النزوح فئة واعية اختارت الطريق الصحيح وسلكت درب المهن الحرة والعلم والدراسة وتخرج الكثيرون منها وتبوأوا مناصب رفيعة في الدولة والمجتمع فكان منهم أطباء وقضاة وأعضاء برلمان وحتى وزراء ، وفئة بسيطة طيبة جاهلة أوقعها جهلها في أوحال الجريمة غير المنظمة وجلب لها الكثير من المشاكل وجعل منها فريسة سهلة لثقافة بعض حارات حلب القديمة كالثقافة النيربية الوضيعة (باب النيرب) وكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى والمتمثلة بعقلية (ابو حمدو) المتخلفة وبفكرها المنحرف المنحط وبشعاراتها الرخيصة مثل : (بنشطب وما بنقطب) وسلاحها ليس لصنعة والعلم والقلم بل الشنتيانة والقندرجية وفتح الذراعين عند المشي وكسر القندرة من الخلف والنظر إلى ألآخرين باحتقار وازدراء وكشف الأذرع والصدور الممتلئة بتشطيبات أفتعلها أصحابها والموشومة بعبارات ورسومات قد تخيف كل من ينظر إليها أو يقرأ ما كتب عليها من عبارات .
هذه الثقافة المسمومة والخطيرة لم تتوقف عند هذا الحد بل تطورت لتأخذ شكلا جديدا وتتخذ منحى خطيرا تمثل بتكرار تعرض البعض من شبابنا وهم في عمر الورود للقتل على يد آخرون ينتمون إلى نفس الثقافة فهنا نتساءل أين هم هؤلاء المثقفون من أبناء (الماردل) مما يحدث وأين هو تأثيرهم التعبوي والنفسي على هؤلاء الشباب ضد هذا النهج الخطير وهذه الثقافة القذرة التي استحوذت على عقولهم وتصرفاتهم وأين هو دورهم الإصلاحي والتوجيهي لهؤلاء الشباب هل لديهم ما هو أهم من أبناءهم ومستقبل هؤلاء الأبناء وهل سيتم السكوت على ما يحصل لهم اليوم كما تم السكوت على أمور كثيرة أخرى وضيعة حدثت في الماضي القريب ومازال البعض منها يحدث إلى اليوم أليس من المعيب أن نقف نحن المثقفون موقف المتفرجين مما يجري لأبنائنا ألم يحن الوقت للتخلص من عقدة الشعور بالعجز والوقوف في وجه ما يحصل لنا ولأبنائنا أم أن الحال أعجبنا وأن ما يجري لهؤلاء الشباب وما يقومون به قد يفرض احترامنا على الآخرين ويجعلهم يهابوننا ، الم يحن الوقت بعد لكي نتخل عن لقب (ماردل) هذا الاسم الذي بات رمزا للعنف والتخلف وأن نتلقب باسم قبيلتنا الحقيقي الذي ننتمي إليها وأن نحافظ على جمال الاسم كما لم نفعل مع اسم ماردين الذي بات رمزا للعنف والمشاكل فكفانا تخلف وعنتريات فاضية جوفاء لأن عنتر قد مات منذ زمن بعيد ومات معه أبو عنتر وماتت معه عبارة (باطل) أيضا وأصبحوا جميعاً في ذمة الله .
عبدالقادر عثمان
http://www.almuhallamia.com/modules.php?name=News&file=article&sid=27
الخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
الخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin
» كلام يجب أن يُقال!
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin
» الكوسوسية في طور عابدين
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin
» باعربايا في المصادر التاريخية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin
» العرب بين التاريخ والجغرافية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin
» السريانية كنيسة وليست قومية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
الأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي
» السلام عليكم
الإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
الأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz