•
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاد العم الكرام
هناك في جوانب الحياة كثير من قصص القتل والتي نبتهل الى الله ان لاتكون شر نبتلي به وامة المسلمين كما ان دعواتنا الى التسامح في هذا الامر وخاصة عن القتل الغير متعمد او القتل الذي يجبر فيه الرجل عن الدفاع عن نفسه أي يكون مبتلى وهناك من يطمح الى التسامح لغرض كسب حسنات اعتاق رقبه وهناك من القصص يكون طرفها شخص متغطرس يقتل بدم بارد لايعي بعواقب الامور وهذا هو مانود طرحه في قصتنا هذه
أخوتي الكرام
هذه واقعة من تاريخ شمر الصايح متميزة كونها تمثل قمة الاقدام والبطولة جرت لافراد من عشيرة الميامين من الصبحي هذه العشيرة التي تميزت بالافعال التي يشار لها بالبنان وقد نشرت بعض من افعالهم في تاريخ شمر الصايح كما ان في هذه العشيرة العديد من الفرسان الابطال الذين مهما كتبنا عنهم لم نوفيهم حقهم
ولابد انك عزيزي القاريء قد سمعت في حادثة ثأر ابن هدالج عندما قطع راس الدريعي كانت قصة تمثل الجراءه والتي وصلت حد التهور يفتخر بها القاصي والداني من شمروانا هنا سوف اروي لك قصة لاتقل روعة عن تلك القصة وقد تكون في بعض صفحاتها اصعب من سابقتها لكون الاولى جرت في مجتمع بدوي محكوم بالاعراف البدويه و يعرف حقوق الدخيل اما الثانية جرت في مجتمع ريفي لايقيم لمثل تلك الامور قدرآ من الاهمية 0
في احدى غزوات الصايح على عنزه في منطقة الشاميه وكما يعلم البعض بان تسمية الشامية تطلق على كل ماهو غرب نهر الفرات باتجاه بلاد الشام وهذه المنطقة فيها التواجد لقبائل عنزه والدليم وكان الدليم على علاقات وثيقه مع شمر الصايح وبعد ان عاد من الغزو ولم يجعل لهم الله نصيب في حلال القوم وبعد رجوعهم على البو عساف من الدليم قرب منطقة القائم المدينه الحدوديه بين العراق وسوريا فقرر احد الاشخاص ان يبقى عند الدليم حيث قال يوم اني لم اعود بغنيمه لأهلي من هذا الغزو سأبقى اسرح راعي واودع فرسه الى سلطان الرشيد الفريحي من الميامين من الصبحي على ان يوصلها لأهله وتخلف سلطان عن الغزو العائدين مع هذا الشخص عدة ايام عند الدليم حتى يتأكد عند من يسرح عندهم لكي يكون هناك خبر عند أهله وبعدها ذهب سلطان وبصحبته فرسه وفرس صاحبه وفي الطريق الذي عادة مايكون آمن خرج له شخص بيده بندقية وسددها نحوه قال له اترك الخيل قال له سلطان يارجل انا صديق ماني عدو انا من الفلان الا ان اصرار الرجل على اخذهن جعل سلطان يتناول بندقيته الا ان الرجل كان متهيء واطلق عليه النار وسقط مسجى بدمائه فأخذ الدليمي الخيل ومشى وكان سلطان فيه شيء من الحياة ولم يمت فورأ وشاءت الصدف بعد ساعات ان يمر احد الاشخاص بالقرب منه وسمع صوت ونين وعندما اتى اليه وجده يصارع الموت وقال له منين انت قال انا فلان الفلان من الميامين من الصايح قال من اطلق عليك النار قال الرجال الذي اوصافه كذا وكذا وفيه الشاره الفلانيه هو من اطلق النار علي واخذ الخيل اللي معي واريد ان اودعك وصيه ان ترسل خبر لأهلي حيث ان دمي في رقبته ثم وضع رأسه واسلم روحه للباري وقام الرجل بدفنه وعند ذهاب الرجل الذي اودع الوصاة اخذ يتحرى الخيل وصاحب الاوصاف وشاهد الخيل عند الرجال صاحب الاوصاف الذي ذكرها المرحوم سلطان وكان من اقرباء هذا الرجل ولكنه لم يخبره بقصته مع القتيل فعندما رجع غزو الصايح الى ديارهم لم يكن معهم سلطان لكونه تخلف بسبب ماذكرناه سابقآ واخبر الغزو اهله بسبب بقائه و انتظروا اهله مجيئه ومضى شهر ولم يرجع فقرر ولده مجبل ان يبحث عنه وذهب الى البو عساف والى الراعي وأخبروه بانه غادرهم منذ مدة ولم يكن عندهم أي خبر عنه وطال بحثه دون جدوى وعاد الى اهله وتشاء الصدف عندما اراد الله ان يظهر دم سلطان فبعد سنه من تلك الحادثه شاء الله ان تكون هناك مشكلة بين الشخص الجاني والشخص الشاهد على بعض الامور المادية فعندما احتدم الخلاف والصراع قال الشاهد انت رجل غير امين لو انك تخاف ربك ماكان ذبحت الصايحي واخذت خيله قال نعم ذبحته واذبح اللي يطالب به فانتشر بين العرب ان الذي قتل الصايحي هو فلان وان الرجال الذي جاء يسأل عن ابوه قبل سنه اصبح الان قاتل ابيه معروف وواضح ولحسن الحظ كان في عرب البوعساف آمرآه شمريه من لهيب الصايح متزوجه من احد الدليم فاخذتها الغيرة وعزمت امرها على ايصال الخبر لاهل المقتول و أرسلت على الراعي الشمري واخبرته بما سمعت وقالت له متى يكمل شرطك عند معازيبك قال بعد ايام اسلم الحلال لاهله وقالت له ذباح سلطان فلان واوصافه كذا وكذا واريدك تاصل لهم وتخبرهم بالامر ولم يطول الوقت ووصل الراعي الخبر الى اهل سلطان واعطاهم اسم القاتل واوصافه فعندها قررولده مجبل ان يأخذ بثأر ابيه وكان الوقت صيف فحاول الكثير ثنيه وترك الامر لحين تتهيء الظروف المناسبه وذلك لمجموعه من الاسباب التي تجعل مهمته شبه مستحيله منها
1- المسافه بحدود 600 كم في ارض صحراويه شبه خاليه من البشر
2- لم يكن يعرف الشخص القاتل شخصيآ مما يجعل عملية الاستدلال عليه صعبه جدآ
3- المسافه بين مكان القاتل واقرب مناطق شمر بحدود 350كم
4- كان مسيره مشيآ على الاقدام ولم يكن خيال لاسباب اوضحها لاحقآ فعندما يكون راجلا يمكنه الاختفاء والتخفي عند الاقتراب من العرب
5- والاهم من كل ماذكر كان من المستحيل النجاة عند قتله قاتل ابيه فمها ابتعد سيمكن اهل المقتول من اللحاق به
فعندما بدء المسير رافقه مدبغ الفريحي وهو ابن اخت القتيل واحد اولاد عمهم ولم يكن معهم سوى خناجر شخصيه وكانوا يتذاكرون في الطريق باوصاف القاتل وكيف يمكنهم الوصول اليه وقتله وعسى ان الله يظهر حقهم ويخذل طليبهم
فبعد مسير طويل وجهد مظني نتيجة العطش والجوع لبعد المسافة وحرارة الجو وكانوا كل ثلاثه او اربع ايام يجدون بيت او بيتين يخطرون عندهم و يدعون عند سؤالهم من قبل مضيفيهم بانهم يبحثون عن نياق فقدت لهم واستمرت رحلتهم حوالي مايقارب الشهر وعندما وصلوا الى قريب من العرب امضوا ليلتهم لحين شروق الشمس فدخلوا الى نزل العرب وعزموا على ان يسألوا عن بيت القاتل ويدعون بانهم عنزه اذا سألوا منين انتم وشأت الصدف ان يقتربوا من شخص كانوا يودون سؤاله وعندما تمعنهم فيه قال مجبل يامدبغ هذا الرجال اللي ندوره وكانت صدفه غير متوقعه فاذا هو امام مفأجئه كان يتوقعها ولا تفارق خياله لانه كان يحمل دم مسلم بريء في رقبته واصبح امام حقيقه لاتقبل الشك بان هؤلاء القوم يريدون به سؤ فخاطبه مجبل بأسمه وقال دم سلطان برقبتك فعرف لحظتها انهم اهل ضحيته وكان هذا الرجل يحمل بندقيه لانه كان منذ مده وهو يحسب الف حساب بعد جريمته الاولى فانزل بندقيته وركضوا عليه واطلق عليهم طلقه لم تصب احد منهم فولى هاربأ يريد الدخول في احد البيوت القريبه لكونه كان في وسط نزل الدليم فقال مجبل يامدبغ الرجل راح يفلت من ايدينا فركض مدبغ بسرعه وكان اخف من مجبل وضربه بالخنجر بظهره فسقط فاذا مجبل فوقه وقام بحز رقبته وقتله وفي هذه الاثناء ركض الكثير باتجاههم وقاموا هم بالركض الى اقرب بيت ودخلوا فاذا فيه فتاة وقامت تصيح على المطاردين دخل الدخيل وسلم دخيل البيت فاتى اخوها وكان موقفه ضعيف تجاه المطالبين بتسليمهم واخذ يشير اليهم بالخروج من البيت الا ان الفتاة اخذت تصيح وتنخا اولاد عمها فقامت ورمت واسط البيت فاتى اليها ابناء عمها وقالوا لها ابشري بالسعد فمنعوا العرب من الوصول الى البيت اما اولاد الشمريه فلبسوا سلاحهم واتوا الى المتجمهرين وقالوا اسمعوا ياالدليم ناس ذبحوا ذباح رجالهم والله ستكون الذبحه القادمه بيننا فانقسمت العرب الى قسمين قسم يدعوا الى تسليمهم وقتلهم وقسم رضا بالامر الواقع وقالوا رجل خذا حقه ولاتجعلون الامر يكبر بيننا وبين الصايح فبقوا تلك الليله عند البيت الذي دخلوا عليه وفي اليوم التالي قال لهم اولاد عم البنت لكم المهربات الثلاثه فتوكلوا على الله وهنا بداءت مرحلة اخرى اصعب من رحلة الاياب لكونهم يسيرون على اقدامهم فمهما مشوا خلال هذه الثلاث ايام سيتمكنون الخياله من اللحاق بهم فعندما خرجوا من نزل العرب فكانوا يلتفتون خلفهم لتوقعهم بان اخوان واقارب المقتول سوف يلحقون بهم فاذا بهم يرون شخص يلحق بهم ويومي بيده وعندما تمعنوا بهذاالشخص واذا به امرآه تشير عليهم بالوقوف واذا بها تحمل معها كيس فيه تمر واللبن المجفف ووعاء ماء يسمى الجود فعرفوا انها الشمريه اللهيبية الصايحية وقالت توكلوا على الله وانا سأجعل اولادي يمنعون من يريد اللحاق بكم رحم الله تلك الامرآه التي تحمل من الشيم مايعجز كثير من الرجال عنه ومضوا في طريقهم وهم منتشين بنشوة الثأرولكنهم وغير امنين شر هؤلاء القوم فاستمرت رحلتهم دون ان يلحق احد بهم لتدخل اصحاب الحكمه والعقل من تحذير اصحاب العقول الضعيفة عن عواقب الامور حيث قالوا لهم احمدوا ربكم اذا ارتضوا الصايح بهذا الثأر لكون العرف العشائري يحملكم دم اربع رجاجيل لكون رجالكم اغتال سلطان الفريحي غيله ولم يعلن عنه
وبعد مده وصلوا الى منازل اهلهم الذين لم يتوقعوا عودتهم فتعالت اصوات الهلاهل عند سماعهم باخذ ثأر سلطان وعودة مجبل ومدبغ سالمين غانمين
رحم الله مجبل ورحم الله مدبغ الذين سطروا اروع قصه من قصص الجراءة والاقدام ذهبوا ولديهم هدف هو اخذ ثأرهم دون ان يحسبوا حساب عواقبها وكان الله معهم ونال الدليمي جزاءه الذي يستحق
أخوتي
كثير مانسمع ان فلان اخذ ثأره الا ان طريقة أخذ الثأر تكون نتيجة ظرف مؤاتي كأن يجد من يبحث عنه مصادفته او انه يكمن له في مكان يستطيع قتله فيه او ان يكون من ضمن غزو ويقدر الله ان يمكنه اثناء هذا الغزو من قتل الجاني او ان يكون مسنود من قبل مجموعه من الاشخاص المسلحين عازمين على اخذ الثأر والدفاع عن المنفذ والذي غالبا مايكون تنفيذ أمره تحت ستار الليل يعود ويجد المجموعه والخيل تنتظره ويعود وهو مهيء له وسائل النجاة .والعوده بسلام
اما ان يأتي الرجل وبوضح النهار متحديا الموت بنفسه ومتوشح في وشاح الشجاعه والرجوله ومتحديآ كل من يقف امامه هذه هي البطوله المطلقه بعينها بطولة رجال لم يمنعهم عن تحقيق هدفهم الخوف من عواقب الامور ذهبوا وأخذوا حقهم من خصمه بقلوب لاتعرف الخوف والرهبه وكان النصر حليفهم رحم الله كل من كتب في سفر التاريخ جانب من جوانب البطولة والاباء
مع تحيات
اخوكم يحيى درويش ابو محمد
الخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
الخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin
» كلام يجب أن يُقال!
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin
» الكوسوسية في طور عابدين
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin
» باعربايا في المصادر التاريخية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin
» العرب بين التاريخ والجغرافية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin
» السريانية كنيسة وليست قومية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
الأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي
» السلام عليكم
الإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
الأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz