المحلميون في الجزيرة السورية !
عرفت الجزيرة السورية المحلميين منذ بدايات القرن الماضي عندما نزلت بعض الأسر المحلمية من قراها الواقعة في منطقة فوق الخط (الجزيرة التركية اليوم) وجاءت لتجاور آراضيها الزراعية التي شاء لها القدر أن تقع في الجهة الأخرى من الجزيرة بعد أن استقلت سوريا بحدودها بعد سقوط الدولة العثمانية التي كانت قد وهبتها إياهم هذه الدولة قبل سقوطها والواقعة في شرق القامشلي .
وبنت هذه الأسر قراها بقرب هذه الآراضي وسكنتها بمفردها في البداية مجاورة العشائر الكردية التي وقعت أراضيها وقراها في تلك الجهات أيضا .
ولكن هذا الاستقلال الديمغرافي لم يصمد طويلا فانفتحت قراها على قرى الأكراد ولعب الدين الواحد والمذهب المشترك لكليهما دورا كبيرا في هذا الانفتاح وحصلت مواصلات ومصاهرات بين الطرفين ، كانت الأقلية المحلمية أكثر تأثرا بلغة وعادات الأكراد كونهم كانوا يشكلون الأكثرية ومالت إليهم ميل المغلوب إلى الغالب كما قال ابن خلدون ودخلت مع عشائرهم في حلف عرف بالحلف (الآشيتي) والذي يعني بالكردية "الشرقي" نسبة إلى شرق القامشلي والذي شمل إلى جانب الأسر المحلمية أسر وعشائر كردية أيضا .
وبقي هؤلاء المحلميون يشكلون أسرا فقط ولم تكن أعدادهم في الجزيرة السورية كافية حينها لترتقي إلى مرتبة العشيرة وكان لهذا الحلف الذي كان فيه الأكراد هم المهيمنون عدديا ، الدور المميز في فقدان الأسر المحلمية للغتها والكثير من عاداتها وتقاليدها حالها كحال غيرها من الأسر العربية الأخرى من الشرابيين والفراجة وعدوان والخواتنة والتي دخلت في ألأحلاف الكردية وخاصة في منطقة راس العين وفقدت ما فقدته بعض الأسر المحلمية من لغة ، فأعطت هذه الأسر البدوية الأكراد زيها البدوي وأخذت بدلا عنه لسانهم كما ذكر أحد ضباط الأمن السياسي .
ومع كل هذا لم تنس هذه الأسر يوماً بأنها عربية وتنتمي إلى العروبة حتى وإن بدلت لسانها والبعض من عاداتها وتقاليدها , وهذا ما نطق به رفض البعض منها (كالمحلمية والخواتنة ) التصويت على مشروع إقامة حكم ذاتي للأكراد في الجزيرة السورية عام 1936 بمساعدة فرنسية كما جاء في مذكرات جكر خوين .
ولكن هذه الأسر المحلمية أخذت تكبر وتزداد بانضمام محلميون جدد يتكلمون العربية.جاءوا من كل أنحاء منطقة المحلمية بعد تهجير أتاتورك لكل من يتكلم اللغة العربية هناك أو يمت إلى العرب بصلة من خلال مجاعة مفتعلة اجتاحت مناطقهم في أربعينات القرن الماضي واتجهوا إلى الجزيرة السورية وانتشارهم في قرى وبلدات الجزيرة السورية ومنها مدينة القامشلي التي كانت حينها بلدة صغيرة حديثة العهد وأقاموا في شرقها وجنوبها أيضا وفي قرى البعض منها ابتنوه هم بأنفسهم والبعض الآخر خالطوا فيه الأكراد .
وزاد التوافد المستمر للمحلميين العرب إلى الجزيرة السورية من قوة إنتماء تلك الأسر للعروبة وأعطاها الفرصة باستعادة ما فقدته من لغة وعادات مع الأكراد.
وعندما جاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى القامشلي عام 1959 كانت هؤلاء المحلميين ريفا ومدينة مهيئين للقائه والتقوا به بالفعل وكانوا ممثلين بآل الغيدا وآل عرنو وآل المختار وغيرهم وشرحوا له ظروفهم وحدثوه عن معاناة هذه القبيلة العربية في سوريا وفي تركيا وعرضوا عليه مطالبهم التي نـُفذِت كلها تقريبا وتحققت بعد أن أجرى ضباط الأمن السوريين تحرياتهم عن أصول هذه القبيلة ولغتها العربية وكان من ثمارها الجنسية السورية التي حصلوا عليها دون غيرهم من المهجرين الذي قدموا من تركيا وأحبوا عبد الناصر وانتسبوا إلى الأحزاب الناصرية وناصروا الوحدة التي كانت تجمع حينها سوريا بمصر ودافعوا عنها .
ولكن بعد سقوط الوحدة ورحيل عبد الناصر عن كرسي القيادة في سوريا حل محله الانفصاليين وبعدها بفترة قصيرة ثار البعثيون في الثامن من آذار عام 1963 واستولوا على السلطة في سوريا وأخذو ينتقمون من خصومهم السياسيين وعلى رأسهم الأحزاب الناصرية ممثلة بـ :
- الوحدويون الاشتراكيون- الجبهة المتحدة - الاتحاد الاشتراكي .
وكان المحلميون من أكثر المنتمين إلى هذه الأحزاب في الجزيرة السورية وفي حلب أيضا ومن أكثر الموالين لعبد الناصر والمؤيدين للوحدة بين سوريا ومصر .
فتم الانتقام منهم ومعاقبتهم بطريقتين :
الأولى وكانت عبارة عن "سحبة قلم" من ضابط الأمن السياسي الملازم الاول محمد طلب هلال الذي صنف من خلالها الأسر المحلمية التي كانت تسكن في شرق القامشلي من ضمن العشائرالكردية من خلال تقريره الذي رفعه إلى القيادة السورية وشرح فيه الوضع العام للجزيرة السورية وخاصة السياسية والديموغرافية منها ونكاية بمباحث عبد الناصر وتقريهم الذي لم يشكك إطلاقاً بعروبة المحلمية كتب هلال :
ومن بقية العشائر الكردية في شرق القامشلي :
1 - البرازية :التي تتمركز في منطقة عين العرب وقسم منها في رأس العين .
2 - الكيتكان : المعروفة بولائها للفرنسيين ومثلها الشيخان
3- المحلمية حيث تقيم في المنطقة الواقعة شرقي مدينة القامشلي .
متعللا السيد هلال باللغة الكردية التي يتكلم بها البعض من هذه الأسر متجاهلا اللغة العربية وهي اللغة الأم التي يتكلم بها مئات الألوف من المحلميين الذين يعيشون في القامشلي وفي حلب وفي جبل الطور وفي أماكن أخرى .
وأما المحلميين الذين قدموا من ماردين وطور عابدين (المناطق العربية) كانوا يتكلمون بلغتهم الأصلية (العربية) ويعيشون في مدينة القامشلي والريف فلم يتطرق إلى عروبتهم وعروبة منطقتهم ولسانهم العربي كما فعل عندما أتى على ذكر السريان وقال بأنهم يكرهون عبد الناصر (وهذا هو المهم عنده) فشهد لهم بالعروبة مع أن هناك من يتكلم منهم بالسريانية والكردية فقال عنهم :
"السريان الأرثوذكس أكثرهم من ماردين وديار بكر ومديات في تركيا نزحوا بعد أن أخذ كمال أتاتورك بسياسة التتريك وطرد كل من يتكلم اللغة العربية أو يمت إلى العرب بصلة أضف إلى ذلك الخلاف الديني ، ويتمركز هؤلاء في المدن الرئيسية للجزيرة مثل الحسكة و القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وغيرها من القرى الكبيرة لهم مركزهم الاجتماعي في الجزيرة .
- السريان الكاثوليك هذه الفئة قدمت أيضا من تركيا والمناطق العربية فيها فهم عرب وفدوا مع بقية المذاهب المسيحية يشرف على شؤون هذه الطائفة المطران " حنا كروم " مركزه مدينة الحسكة ويحقدون على الأتراك وعبد الناصر وكذلك على الأكراد ."
لكنه تطرق إلى ناصرية المحلمية فقط التي كانت تعد حينها تهمة كافية لتسوق أصحابها إلى الجحيم عندما قال :"
طلعت علينا هذه الأحزاب بعد الانفصال حيث كان الحكم يغذيها بالسلب وليس بالإيجاب . إذ خرج عبد الناصر من هذه البلد وترك تركة كبيرة من العملاء والجواسيس الذين رباهم في عهد الوحدة بطبيعة حكمه الفردي ، كما ساء جماهير الشعب العربي نكسة الوحدة مما جعل لهم صلة بتلك الجماهير مستغلة عواطفها ونوازعها الوحدوية بأساليبهم البهلوانية وما كان لعبد الناصر من
سرعة حدس بين الشعب ولم يعرف المنطق الانفصالي كيف يقضي عليهم ، إلا بالمهاترة والسب والشتم والكلام المقذع على طريقة عبد الناصر الآن مما زاد في جماهير عبد الناصر نكاية لا
اندفاعا وحبا بالوحدة عند عامة الشعب ، لا حبا بعد الناصر مما اظهر أولئك العملاء والجواسيس شبه أبطال في عهد الانفصال .
إذا نستطيع القول أن تلك الأحزاب الجديدة نشأت مع الانفصال ودامت بعد ثورة 8 آذار حيث تمركزت خلال سنة ونصف وجذور هؤلاء في أكثر المناطق ومنهم الجزيرة . ونحن بصدد هؤلاء في محافظة الجزيرة بادئين بهم حزبا ، حزبا ، أن صح أن يكونوا كذلك والحقيقة أصبحت تجمعهم كلمة واحدة هي كلمة السر فيما بينهم هي ناصر فهم بمجموعهم ناصريين ، وهم بتفاصيلهم عملاء أولا وانتهازيون ثانيا وشعوبيون ثالثا ليس للحرس القومي عندهم من وجود لا فرق بينهم وبين ما سبقهم من أحزاب شعوبية إلا فارق الجدة وانعدام العقيدة ."
هذه الضربات لم تقصم ظهور محلميي ذلك العهد فقط بل امتدت لتقصم ظهور أبناءهم وأحفادهم من بعدهم وحرمتهم جميعاً من نعمة الأراضي الزراعية التي تم توزيعها على الفلاحين في الجزيرة السورية والتي استمتع بخيراتها أناس بعيدون كل البعد عن محافظة الحسكة تم إحضارهم من محافظات سوريا شتى ، من درعا ومن حماة (السلمية) ومن حلب ومن دير الزور ومن محافظات أخرى وتم إسكانهم في المحافظة ، وحرمت أكثرهم من نعمة العلم بسبب الفقر الذي اقسم أن يلازم أكثرهم وأن لا يتخل عنهم ويرحل كما فعل عبد الناصر حتى أنهكهم اجتماعيا واقتصاديا وحتى من تعلم منهم كانت صفة (الناصرية) أو (الكردية) بجانب تقريره كافية لإقصائه عن أي منصب قيادي أو حتى وظيفي وإعطاء المجال لمن أتى معه من ذات المكان والمنطقة ويتحدث باللغة واللهجة ذاتها وليس هناك من اختلاف بينهما إلا في الدين فقط وبالتقيمم المتناقض الذي أجراه قلم السيد طلب عن كليهما .
هذا الجور وهذا الغبن خلق لديهم ردة فعل غاضبة دفعت بالبعض منهم إلى الارتماء في أحضان إخوتهم الأكراد الدافئة وانتسبوا إلى أحزابها ورفضوا الانتماء إلى عروبة يمن بها عليهم هلال وغيره ، إلا أن الأكثرية الساحقة من المحلميين استمروا في نهجهم العروبي ودافعوا عن عروبتهم بشتى الطرق والوسائل وشكلوا تحالفات فيما بينهم على هذا الأساس كالحلف الثلاثي الذي جمع "المحلمية والسادة والقرتمينية " في شرق القامشلي وقامت الكثير من الأسر المحلمية في الريف كآل غيدا الكرام بتسمية ألقابها بـ "الهلالي" نسبة إلى بني هلال القبيلة العربية الذي كان يظن الكثير من المحلميين أن أجدادهم محلم والزير ومرة هم من بني هلال وليس بني شيبان كما تبين لاحقاً .
للاستاذ عبد القادر عثمان
الملتقى المحلمي الثقافي
www.almuhallamia.com
عرفت الجزيرة السورية المحلميين منذ بدايات القرن الماضي عندما نزلت بعض الأسر المحلمية من قراها الواقعة في منطقة فوق الخط (الجزيرة التركية اليوم) وجاءت لتجاور آراضيها الزراعية التي شاء لها القدر أن تقع في الجهة الأخرى من الجزيرة بعد أن استقلت سوريا بحدودها بعد سقوط الدولة العثمانية التي كانت قد وهبتها إياهم هذه الدولة قبل سقوطها والواقعة في شرق القامشلي .
وبنت هذه الأسر قراها بقرب هذه الآراضي وسكنتها بمفردها في البداية مجاورة العشائر الكردية التي وقعت أراضيها وقراها في تلك الجهات أيضا .
ولكن هذا الاستقلال الديمغرافي لم يصمد طويلا فانفتحت قراها على قرى الأكراد ولعب الدين الواحد والمذهب المشترك لكليهما دورا كبيرا في هذا الانفتاح وحصلت مواصلات ومصاهرات بين الطرفين ، كانت الأقلية المحلمية أكثر تأثرا بلغة وعادات الأكراد كونهم كانوا يشكلون الأكثرية ومالت إليهم ميل المغلوب إلى الغالب كما قال ابن خلدون ودخلت مع عشائرهم في حلف عرف بالحلف (الآشيتي) والذي يعني بالكردية "الشرقي" نسبة إلى شرق القامشلي والذي شمل إلى جانب الأسر المحلمية أسر وعشائر كردية أيضا .
وبقي هؤلاء المحلميون يشكلون أسرا فقط ولم تكن أعدادهم في الجزيرة السورية كافية حينها لترتقي إلى مرتبة العشيرة وكان لهذا الحلف الذي كان فيه الأكراد هم المهيمنون عدديا ، الدور المميز في فقدان الأسر المحلمية للغتها والكثير من عاداتها وتقاليدها حالها كحال غيرها من الأسر العربية الأخرى من الشرابيين والفراجة وعدوان والخواتنة والتي دخلت في ألأحلاف الكردية وخاصة في منطقة راس العين وفقدت ما فقدته بعض الأسر المحلمية من لغة ، فأعطت هذه الأسر البدوية الأكراد زيها البدوي وأخذت بدلا عنه لسانهم كما ذكر أحد ضباط الأمن السياسي .
ومع كل هذا لم تنس هذه الأسر يوماً بأنها عربية وتنتمي إلى العروبة حتى وإن بدلت لسانها والبعض من عاداتها وتقاليدها , وهذا ما نطق به رفض البعض منها (كالمحلمية والخواتنة ) التصويت على مشروع إقامة حكم ذاتي للأكراد في الجزيرة السورية عام 1936 بمساعدة فرنسية كما جاء في مذكرات جكر خوين .
ولكن هذه الأسر المحلمية أخذت تكبر وتزداد بانضمام محلميون جدد يتكلمون العربية.جاءوا من كل أنحاء منطقة المحلمية بعد تهجير أتاتورك لكل من يتكلم اللغة العربية هناك أو يمت إلى العرب بصلة من خلال مجاعة مفتعلة اجتاحت مناطقهم في أربعينات القرن الماضي واتجهوا إلى الجزيرة السورية وانتشارهم في قرى وبلدات الجزيرة السورية ومنها مدينة القامشلي التي كانت حينها بلدة صغيرة حديثة العهد وأقاموا في شرقها وجنوبها أيضا وفي قرى البعض منها ابتنوه هم بأنفسهم والبعض الآخر خالطوا فيه الأكراد .
وزاد التوافد المستمر للمحلميين العرب إلى الجزيرة السورية من قوة إنتماء تلك الأسر للعروبة وأعطاها الفرصة باستعادة ما فقدته من لغة وعادات مع الأكراد.
وعندما جاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى القامشلي عام 1959 كانت هؤلاء المحلميين ريفا ومدينة مهيئين للقائه والتقوا به بالفعل وكانوا ممثلين بآل الغيدا وآل عرنو وآل المختار وغيرهم وشرحوا له ظروفهم وحدثوه عن معاناة هذه القبيلة العربية في سوريا وفي تركيا وعرضوا عليه مطالبهم التي نـُفذِت كلها تقريبا وتحققت بعد أن أجرى ضباط الأمن السوريين تحرياتهم عن أصول هذه القبيلة ولغتها العربية وكان من ثمارها الجنسية السورية التي حصلوا عليها دون غيرهم من المهجرين الذي قدموا من تركيا وأحبوا عبد الناصر وانتسبوا إلى الأحزاب الناصرية وناصروا الوحدة التي كانت تجمع حينها سوريا بمصر ودافعوا عنها .
ولكن بعد سقوط الوحدة ورحيل عبد الناصر عن كرسي القيادة في سوريا حل محله الانفصاليين وبعدها بفترة قصيرة ثار البعثيون في الثامن من آذار عام 1963 واستولوا على السلطة في سوريا وأخذو ينتقمون من خصومهم السياسيين وعلى رأسهم الأحزاب الناصرية ممثلة بـ :
- الوحدويون الاشتراكيون- الجبهة المتحدة - الاتحاد الاشتراكي .
وكان المحلميون من أكثر المنتمين إلى هذه الأحزاب في الجزيرة السورية وفي حلب أيضا ومن أكثر الموالين لعبد الناصر والمؤيدين للوحدة بين سوريا ومصر .
فتم الانتقام منهم ومعاقبتهم بطريقتين :
الأولى وكانت عبارة عن "سحبة قلم" من ضابط الأمن السياسي الملازم الاول محمد طلب هلال الذي صنف من خلالها الأسر المحلمية التي كانت تسكن في شرق القامشلي من ضمن العشائرالكردية من خلال تقريره الذي رفعه إلى القيادة السورية وشرح فيه الوضع العام للجزيرة السورية وخاصة السياسية والديموغرافية منها ونكاية بمباحث عبد الناصر وتقريهم الذي لم يشكك إطلاقاً بعروبة المحلمية كتب هلال :
ومن بقية العشائر الكردية في شرق القامشلي :
1 - البرازية :التي تتمركز في منطقة عين العرب وقسم منها في رأس العين .
2 - الكيتكان : المعروفة بولائها للفرنسيين ومثلها الشيخان
3- المحلمية حيث تقيم في المنطقة الواقعة شرقي مدينة القامشلي .
متعللا السيد هلال باللغة الكردية التي يتكلم بها البعض من هذه الأسر متجاهلا اللغة العربية وهي اللغة الأم التي يتكلم بها مئات الألوف من المحلميين الذين يعيشون في القامشلي وفي حلب وفي جبل الطور وفي أماكن أخرى .
وأما المحلميين الذين قدموا من ماردين وطور عابدين (المناطق العربية) كانوا يتكلمون بلغتهم الأصلية (العربية) ويعيشون في مدينة القامشلي والريف فلم يتطرق إلى عروبتهم وعروبة منطقتهم ولسانهم العربي كما فعل عندما أتى على ذكر السريان وقال بأنهم يكرهون عبد الناصر (وهذا هو المهم عنده) فشهد لهم بالعروبة مع أن هناك من يتكلم منهم بالسريانية والكردية فقال عنهم :
"السريان الأرثوذكس أكثرهم من ماردين وديار بكر ومديات في تركيا نزحوا بعد أن أخذ كمال أتاتورك بسياسة التتريك وطرد كل من يتكلم اللغة العربية أو يمت إلى العرب بصلة أضف إلى ذلك الخلاف الديني ، ويتمركز هؤلاء في المدن الرئيسية للجزيرة مثل الحسكة و القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وغيرها من القرى الكبيرة لهم مركزهم الاجتماعي في الجزيرة .
- السريان الكاثوليك هذه الفئة قدمت أيضا من تركيا والمناطق العربية فيها فهم عرب وفدوا مع بقية المذاهب المسيحية يشرف على شؤون هذه الطائفة المطران " حنا كروم " مركزه مدينة الحسكة ويحقدون على الأتراك وعبد الناصر وكذلك على الأكراد ."
لكنه تطرق إلى ناصرية المحلمية فقط التي كانت تعد حينها تهمة كافية لتسوق أصحابها إلى الجحيم عندما قال :"
طلعت علينا هذه الأحزاب بعد الانفصال حيث كان الحكم يغذيها بالسلب وليس بالإيجاب . إذ خرج عبد الناصر من هذه البلد وترك تركة كبيرة من العملاء والجواسيس الذين رباهم في عهد الوحدة بطبيعة حكمه الفردي ، كما ساء جماهير الشعب العربي نكسة الوحدة مما جعل لهم صلة بتلك الجماهير مستغلة عواطفها ونوازعها الوحدوية بأساليبهم البهلوانية وما كان لعبد الناصر من
سرعة حدس بين الشعب ولم يعرف المنطق الانفصالي كيف يقضي عليهم ، إلا بالمهاترة والسب والشتم والكلام المقذع على طريقة عبد الناصر الآن مما زاد في جماهير عبد الناصر نكاية لا
اندفاعا وحبا بالوحدة عند عامة الشعب ، لا حبا بعد الناصر مما اظهر أولئك العملاء والجواسيس شبه أبطال في عهد الانفصال .
إذا نستطيع القول أن تلك الأحزاب الجديدة نشأت مع الانفصال ودامت بعد ثورة 8 آذار حيث تمركزت خلال سنة ونصف وجذور هؤلاء في أكثر المناطق ومنهم الجزيرة . ونحن بصدد هؤلاء في محافظة الجزيرة بادئين بهم حزبا ، حزبا ، أن صح أن يكونوا كذلك والحقيقة أصبحت تجمعهم كلمة واحدة هي كلمة السر فيما بينهم هي ناصر فهم بمجموعهم ناصريين ، وهم بتفاصيلهم عملاء أولا وانتهازيون ثانيا وشعوبيون ثالثا ليس للحرس القومي عندهم من وجود لا فرق بينهم وبين ما سبقهم من أحزاب شعوبية إلا فارق الجدة وانعدام العقيدة ."
هذه الضربات لم تقصم ظهور محلميي ذلك العهد فقط بل امتدت لتقصم ظهور أبناءهم وأحفادهم من بعدهم وحرمتهم جميعاً من نعمة الأراضي الزراعية التي تم توزيعها على الفلاحين في الجزيرة السورية والتي استمتع بخيراتها أناس بعيدون كل البعد عن محافظة الحسكة تم إحضارهم من محافظات سوريا شتى ، من درعا ومن حماة (السلمية) ومن حلب ومن دير الزور ومن محافظات أخرى وتم إسكانهم في المحافظة ، وحرمت أكثرهم من نعمة العلم بسبب الفقر الذي اقسم أن يلازم أكثرهم وأن لا يتخل عنهم ويرحل كما فعل عبد الناصر حتى أنهكهم اجتماعيا واقتصاديا وحتى من تعلم منهم كانت صفة (الناصرية) أو (الكردية) بجانب تقريره كافية لإقصائه عن أي منصب قيادي أو حتى وظيفي وإعطاء المجال لمن أتى معه من ذات المكان والمنطقة ويتحدث باللغة واللهجة ذاتها وليس هناك من اختلاف بينهما إلا في الدين فقط وبالتقيمم المتناقض الذي أجراه قلم السيد طلب عن كليهما .
هذا الجور وهذا الغبن خلق لديهم ردة فعل غاضبة دفعت بالبعض منهم إلى الارتماء في أحضان إخوتهم الأكراد الدافئة وانتسبوا إلى أحزابها ورفضوا الانتماء إلى عروبة يمن بها عليهم هلال وغيره ، إلا أن الأكثرية الساحقة من المحلميين استمروا في نهجهم العروبي ودافعوا عن عروبتهم بشتى الطرق والوسائل وشكلوا تحالفات فيما بينهم على هذا الأساس كالحلف الثلاثي الذي جمع "المحلمية والسادة والقرتمينية " في شرق القامشلي وقامت الكثير من الأسر المحلمية في الريف كآل غيدا الكرام بتسمية ألقابها بـ "الهلالي" نسبة إلى بني هلال القبيلة العربية الذي كان يظن الكثير من المحلميين أن أجدادهم محلم والزير ومرة هم من بني هلال وليس بني شيبان كما تبين لاحقاً .
للاستاذ عبد القادر عثمان
الملتقى المحلمي الثقافي
www.almuhallamia.com
الخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
الخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin
» كلام يجب أن يُقال!
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin
» الكوسوسية في طور عابدين
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin
» باعربايا في المصادر التاريخية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin
» العرب بين التاريخ والجغرافية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin
» السريانية كنيسة وليست قومية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
الأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي
» السلام عليكم
الإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
الأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz