لماذا يعتدي الآخرون على حقوقنا
التعدي على حقوق الآخرين لا ينحصرعادة في أشياء دون غيرها,ولا ينحصر في ألامور المادية فقط كالاعتداء على الأموال والممتلكات بل يطال حتى المعنوية منها كالتدخل في خصوصيات الآخرين وفرض عليهم ما نريده وأن نتحدث بالنيابة عنهم وأن نقول للآخرين من هم وما هي جذورهم .
وأن نفعل كل ما نراه يخدم توجهاتنا ويحقق لنا ما تمليه علينا مصالحنا لا ضمائرنا وأن نرضى للآخرين مالا نرضاه لأنفسنا .
فعندما كنا نحن المحلميون في ديارنا في تركيا كنا نعيش هناك حالة إثنية عرقية تمثلت في تعدد الأجناس والمعتقدات في المنطقة التي كنّا نعيش فيها فكان هناك التركي والعربي والكردي والسرياني والمسيحي واليزيدي وغيرهم وكانت تعرف كل فئة بفئتها ومن بين هؤلاء كان المحلميون العرب الذين أطلق عليهم الأتراك هناك لفظة "عربجا" والأكراد "عربا ومحلمي" والسريان :طايو ومحلمويو" .
وهذا ما عرفناه عن انفسنا هناك وما توارثناه أبا عن جد وهذا ما عرفه عنا هؤلاء المجاورين .
وكنا نعيش نحن وهؤلاء جميعا حالة من الإعتراف المتبادل بالآخر وإحترام خصوصياته والتوقف عندها وعدم السماح لأحد منا بإغفالها .
وحتى النعرات التي كانت تثار هناك كانت نعرات طائفية ومذهبية ولها علاقة بالدين والمعتقد أكثر من علاقتها بالجنس أو العرق وكثيرا ما كان يتفق فيها هناك المسيحي العربي مع المسيحي الأرمني أو السرياني مقابل إتفاق المسلم الكردي مع المسلم التركي أوالعربي .
ولكن بعد نزوح أهل منطقتنا من مسلمين ومسيحين وأكراد وغيرهم إلى الجزيرة السورية عاشوا في البداية في مناطق جمعتهم كلهم وأكبر شاهد هو مدينة القامشلي التي كانت حينها قرية حالها من حال القرى المحيطة بها مثل السحيل وبياندور وقبور البيض وغيرها وعاشوا فيها جميعا واشتركوا في تأسيسها وبناءها وليس هناك فضل في ذلك لطرف دون الآخر وكل من يدعي غير ذلك يكون مخالفا للحقيقة .
بالإضافة لإشتراكهم في بناء الكثير من تلك القرى هناك والعيش فيها أو أن ينضم بعضهم أحياناً لقرى منها ما كان مأهولأ باهلها من المحلميين والأكراد الذين وقع الكثير من قراهم في الجانب السوري بعد استقلال سوريا بحدودها السياسية عن تركيا وهذا الإختلاط والإحتكاك المباشر جعل علاقة هؤلاء النازحين بالمقيمين وحتى بين النازحين انفسهم أكثر تميزا ورفع سقف هذه العلاقة عما كانت عليه في تركيا حتى وصلت إلى حد المصاهرات فيما بينهم وخاصة بين المسلمين منهم كالأكراد والمحلميين وبين المسيحيين السريان والمسيحيين الأرمن أو العرب ومثل هكذا حالة كانت محدودة ونادرة لدى هذه الأطراف في تركيا ولأسباب تتعلق بالحفاظ على النوع والجنس .
ولقد استطاع هذا الإحتكاك أن يجعل الأكراد في هذه الديار يتفوقون على غيرهم وخاصة على هؤلاء الوافدين وخاصة من سكن منهم في الريف وأن يفرضوا عليهم لغتهم والكثير من عاداتهم وتقاليدهم مسلمين أكانوا أم مسيحيين وكان محلميو الريف أكثر عرضة وتأثرا بهذه العلاقة وخاصة بعد أن دخلت النساء الكرديات إلى بيوتهم وهذا ما ساهم وبقوة في إجتثاث اللغة العربية من داخل بيوتهم لتحل محلها اللغة الكردية لغة الزوجة والأم والقرية التي يعيشون فيها حتى اصبحت لغة اساسية لبعض الأجيال الجديدة من محلميي الريف فيما بعد ولكن مع هذا كله لم تتخل الأغلبية من هؤلاء المحلميين عن عروبتها وبقيت تباهي بها وتعتزحتى تكنى أكثرهم بكنيات عربية كالهلالية وغيرها ليحموا انفسهم من الذوبان العرقي في الأجناس الأخرى المختلطة بهم والمجاورة لهم .
وما حصل فيما بعد أن هؤلاء النازحين الذين جاءوا إلى هذه البلاد تأثروا بعدوى جديدة عليهم لم يألفوها من قبل ولم يستعملوا اللقاح المضاد لها وهي عدوى النزعة القومية التي ايقظت لديهم شعورا جديدا ومن نوع آخر حل محل الشعور الديني الذي كانوا قد إعتادوه في تركيا.
هذا الشعور الجديد الذي خلق لديهم توجهاً جديداً تجسد في المطالبة بحقوق قومية ودينية ارتأوها هم ثم نتج عنها تكتيكات جديدة جعلت كل طرف من هذه الأطراف يضع لنفسه استراتيجية خاصة به وبتطلعاته كانت تتجاوز الخط الديني أو المذهبي للبعض منهم في كثير من الأحيان وهذا ما ساهم في تأسيس الأحزاب السياسية لدى بعض من هذه الأطراف منها ما كانت أحزاباً كردية انتمى إليها الأكراد ومعهم يزيديين من نفس الجنس ويتكلمون نفس اللسان ولكن يختلفون معهم في المعتقدات الدينية بالإضافة إلى من تأثر من الآخرين بلغتهم وثقافتهم .
ومنها ما كانت أحزابأ قومية سريانية وآشورية إنتسب اليها كل من ينطق بهاتين اللغتين باللاضافة إلى من تأثير بهذه الأفكار من مسيحيين ينتمون إلى أعراق مختلفة .
أما المحلميون فلقد انخرط اكثرهم في صفوف الأحزاب القومية العربية في البداية وخاصة الناصرية منها باستثناء قلة منهم تأثرت بالفكرالقومي الكردي وخاصة ممن عاش منهم بين الأكراد وفي قراهم وهذا ما فعله ايضا المسيحيون العرب عندما انضمت أعداد كبيرة منهم إلى صفوف الأحزاب العربية وخاصة حزب البعث منها.
ولكن بعد رحيل حكومة الوحدة عن سوريا وسقوط الحائط الإسمنتي الذي كان يحمي ظهور المحلميين وخلفيتهم العربية جاءت حكومة الانفصال بنظرها القصير ونزعتها الرجعية والانتقامية التي سخرتها للإنتقام من كل ما هو ناصري وتوجسها من نمو هذا الفكر الذي كانت ترى فيها المنافس الأقوى عربياً للفكر البعثي الذي كان مايزال في أطواره الأولى وأن تصبح الناصرية وخاصة بعد أن دقت جذورها في المنطقة هي البديل الممكن لهذا الفكر في البلاد وهذا ما دفعها إلى العمل وبجدية على إجتثاث الناصرية من جذورها وقطع فروعها وأغصانها وذلك بالقضاء على كل من ينتمي اليها وحتى من يدعمها أيضاً .
وكان المحلميون من بين هؤلاء المستهدفين فتم التكيل بهم وتهميشهم وحرمانهم من الأراضي الزراعية (وكانت عائلتي من بينهم) وسحقت عروبتهم بقصد ومن دون قصد ‘ هذه العروبة التي لم يعرفوا عنها في تركيا إلا اسمها الذي انتموا إليه ولغتها التي تحدثوا بها وبعض المقتطفات من تاريخها .
وإفتقارهم الى الظهر والسند وكثرة العدد والمال في الجزيرة السورية جعل منهم عرضة سهلة لأطماع وطموحات الآخرين من الأكراد والسريان .
وخاصة بعد أن أخذ هؤلاء السريان والأكراد يمدون انظارهم بإتجاه من هم من ابناء العرقيات والديانات الأخرى ليضيفوهم إلى أعدادهم , وبدأ صراعاً خفيا بين أصحاب هاتين القوميتين وأخذ يعمل كل طرف منهما إلى إستقطاب هؤلاء الناس ومن بينهم المحلميين مستغلين أوضاعهم المادية والمعنوية السيئة التي سببتها الظروف الصعبة التي مروا فيها ’ فأخذ السريان يروجون لسرينة المحلمية معتمدين في إدعاءهم على اسطورة مرجعها التاريخي عبارة واحدة كتبها الأب برصوم وهي : (أن المحلمية كانوا سريانا وأسلموا)ومراجعه هي : يقال
ويعتقد ويظن وأخبرني شيوخ ثقات .
وهذا ما دفع ببعض الأحزاب الكردية ايضاً إلى القيام بالتصرف ذاته ولكن لمصلحة الأكراد وذلك عندما بدأ البعض من كتابهم يروج لكردية المحلمية معتمدين في ذلك لا على عبارة واحدة جاءت في كتاب كما فعل السريان بل حجتهم في ذلك كانت مطرب من أصول محلمية غنى للأكراد وانضمام البعض من محلميي الريف الذين تحدثوا بالكردية إلى الأحزاب الكردية .
اليس هذا عبثاً بخصوصيات الآخرين عندما نأتي ونلغي تاريخ قبيلة عربية كبيرة تحدث عنها وعن تاريخها وعن عروبتها عشرات الكتب والمؤرخين وبعبارة مثل يقال ويظن .
أليس هذا عبثاً أن نفعل ذلك كله لا من خلال مرجع صغير هذه المرة بل من خلال مطرب من أصل محلمي غنى لإخوته لأكراد ومعه بضعة أفراد محلميين تبوأوا مناصب في الأحزاب الكردية .
فهل يسمح لنا الإخوة السريان أن نقول للآخرين أن اكثر من ثلثي السريان هم ممن يتكلمون العربية وهم من أصول عربية حالهم حال المحلميين .
وهل يسمح لنا الإخوة الأكراد أن نقول عن أكراد الشام بأنهم عرب لأن اللغة العربية حلت مكان الكردية في بيوتهم وأن هناك الكثير ممن انخرط منهم في صفوف أحزاب تدعوا في توجهاتها إل القومية العربية كحزب البعث وغيره وتبوأوا فيها مناصب رفيعة وصلت في بعض الأحيان الى كرسي الرئاسة ناهيك عن أجمل الأغاني التي غناها مطربي الشام من ذوي الأصول الكردية للقومية العربية ولزعماءها .
نحن المحلميين لمنا كثيرا الحكومة التركية لما كانت تفعله بالإخوة الأكراد عندما هجّرت الكثير منهم واضطهدتهم تمثل هذا اللوم في وقوف بعض ابناءنا إلى جانب قضية إخوتهم الأكراد والتخفيف من معاناتهم .
نحن المحلميين لمنا كثيرا الأتراك والاوربين عندما تآمروا على المسيحيين في تركيا ايام الفتنة وقتلوا منهم وهجروهم ، ومن من الإخوة السريان ينكر ما فعله لهم المحلميون عندما أووهم وحووهم في قراهم وخير دليل ما قام به الشيخ فتح الله العين كافي المحلمي عندما أصدر فتوىً تكّفر كل من يعتدي عليهم وعلى أعراضهم وأملاكهم .
نحن لا نلوم الأتراك عندما ارادوا تتريك الجميع من محلمية وسريان وأتراك في بلد يحكمونه هم لككنا نلوم من ذاق معنا طعم الظلم والتهميش أن يأتي ويمارس علينا ما مارسه عليه الآخرون وهو مازال بلا دولة وبلا وطن .
ولكننا نقول للجميع بأننا أضفنا في الأيام الأخيرة إثباتاً جديداً إضيف للإثباتات القديمة التي أكدت بالإجماع عروبتنا وبلا شك وبالطرق العلمية وباحدث الوسائل التي لا تبقي للشك في عروبتنا بقية وهي تحليل الـ Dna الذي أجراه البعض من ابناء قبيلة المحلمية والتي أكدت عروبة هذه هذه القبيلة وساميتها وهذا يعني أن كل من ينسبنا اليه هو عربي وسامي
ولكن في كل الأحوال ها نحن نمد ايدينا ومن جديدة لكل إخوتنا ومجاورينا الأكراد والسريان أن نكون إخوة متحابين لكل منا خصوصياته وأن نقف جميعا متحدين متحابين في وجه كل ما يفرقنا ويمنع تواصلنا .
عبدالقادر عثمان
التعدي على حقوق الآخرين لا ينحصرعادة في أشياء دون غيرها,ولا ينحصر في ألامور المادية فقط كالاعتداء على الأموال والممتلكات بل يطال حتى المعنوية منها كالتدخل في خصوصيات الآخرين وفرض عليهم ما نريده وأن نتحدث بالنيابة عنهم وأن نقول للآخرين من هم وما هي جذورهم .
وأن نفعل كل ما نراه يخدم توجهاتنا ويحقق لنا ما تمليه علينا مصالحنا لا ضمائرنا وأن نرضى للآخرين مالا نرضاه لأنفسنا .
فعندما كنا نحن المحلميون في ديارنا في تركيا كنا نعيش هناك حالة إثنية عرقية تمثلت في تعدد الأجناس والمعتقدات في المنطقة التي كنّا نعيش فيها فكان هناك التركي والعربي والكردي والسرياني والمسيحي واليزيدي وغيرهم وكانت تعرف كل فئة بفئتها ومن بين هؤلاء كان المحلميون العرب الذين أطلق عليهم الأتراك هناك لفظة "عربجا" والأكراد "عربا ومحلمي" والسريان :طايو ومحلمويو" .
وهذا ما عرفناه عن انفسنا هناك وما توارثناه أبا عن جد وهذا ما عرفه عنا هؤلاء المجاورين .
وكنا نعيش نحن وهؤلاء جميعا حالة من الإعتراف المتبادل بالآخر وإحترام خصوصياته والتوقف عندها وعدم السماح لأحد منا بإغفالها .
وحتى النعرات التي كانت تثار هناك كانت نعرات طائفية ومذهبية ولها علاقة بالدين والمعتقد أكثر من علاقتها بالجنس أو العرق وكثيرا ما كان يتفق فيها هناك المسيحي العربي مع المسيحي الأرمني أو السرياني مقابل إتفاق المسلم الكردي مع المسلم التركي أوالعربي .
ولكن بعد نزوح أهل منطقتنا من مسلمين ومسيحين وأكراد وغيرهم إلى الجزيرة السورية عاشوا في البداية في مناطق جمعتهم كلهم وأكبر شاهد هو مدينة القامشلي التي كانت حينها قرية حالها من حال القرى المحيطة بها مثل السحيل وبياندور وقبور البيض وغيرها وعاشوا فيها جميعا واشتركوا في تأسيسها وبناءها وليس هناك فضل في ذلك لطرف دون الآخر وكل من يدعي غير ذلك يكون مخالفا للحقيقة .
بالإضافة لإشتراكهم في بناء الكثير من تلك القرى هناك والعيش فيها أو أن ينضم بعضهم أحياناً لقرى منها ما كان مأهولأ باهلها من المحلميين والأكراد الذين وقع الكثير من قراهم في الجانب السوري بعد استقلال سوريا بحدودها السياسية عن تركيا وهذا الإختلاط والإحتكاك المباشر جعل علاقة هؤلاء النازحين بالمقيمين وحتى بين النازحين انفسهم أكثر تميزا ورفع سقف هذه العلاقة عما كانت عليه في تركيا حتى وصلت إلى حد المصاهرات فيما بينهم وخاصة بين المسلمين منهم كالأكراد والمحلميين وبين المسيحيين السريان والمسيحيين الأرمن أو العرب ومثل هكذا حالة كانت محدودة ونادرة لدى هذه الأطراف في تركيا ولأسباب تتعلق بالحفاظ على النوع والجنس .
ولقد استطاع هذا الإحتكاك أن يجعل الأكراد في هذه الديار يتفوقون على غيرهم وخاصة على هؤلاء الوافدين وخاصة من سكن منهم في الريف وأن يفرضوا عليهم لغتهم والكثير من عاداتهم وتقاليدهم مسلمين أكانوا أم مسيحيين وكان محلميو الريف أكثر عرضة وتأثرا بهذه العلاقة وخاصة بعد أن دخلت النساء الكرديات إلى بيوتهم وهذا ما ساهم وبقوة في إجتثاث اللغة العربية من داخل بيوتهم لتحل محلها اللغة الكردية لغة الزوجة والأم والقرية التي يعيشون فيها حتى اصبحت لغة اساسية لبعض الأجيال الجديدة من محلميي الريف فيما بعد ولكن مع هذا كله لم تتخل الأغلبية من هؤلاء المحلميين عن عروبتها وبقيت تباهي بها وتعتزحتى تكنى أكثرهم بكنيات عربية كالهلالية وغيرها ليحموا انفسهم من الذوبان العرقي في الأجناس الأخرى المختلطة بهم والمجاورة لهم .
وما حصل فيما بعد أن هؤلاء النازحين الذين جاءوا إلى هذه البلاد تأثروا بعدوى جديدة عليهم لم يألفوها من قبل ولم يستعملوا اللقاح المضاد لها وهي عدوى النزعة القومية التي ايقظت لديهم شعورا جديدا ومن نوع آخر حل محل الشعور الديني الذي كانوا قد إعتادوه في تركيا.
هذا الشعور الجديد الذي خلق لديهم توجهاً جديداً تجسد في المطالبة بحقوق قومية ودينية ارتأوها هم ثم نتج عنها تكتيكات جديدة جعلت كل طرف من هذه الأطراف يضع لنفسه استراتيجية خاصة به وبتطلعاته كانت تتجاوز الخط الديني أو المذهبي للبعض منهم في كثير من الأحيان وهذا ما ساهم في تأسيس الأحزاب السياسية لدى بعض من هذه الأطراف منها ما كانت أحزاباً كردية انتمى إليها الأكراد ومعهم يزيديين من نفس الجنس ويتكلمون نفس اللسان ولكن يختلفون معهم في المعتقدات الدينية بالإضافة إلى من تأثر من الآخرين بلغتهم وثقافتهم .
ومنها ما كانت أحزابأ قومية سريانية وآشورية إنتسب اليها كل من ينطق بهاتين اللغتين باللاضافة إلى من تأثير بهذه الأفكار من مسيحيين ينتمون إلى أعراق مختلفة .
أما المحلميون فلقد انخرط اكثرهم في صفوف الأحزاب القومية العربية في البداية وخاصة الناصرية منها باستثناء قلة منهم تأثرت بالفكرالقومي الكردي وخاصة ممن عاش منهم بين الأكراد وفي قراهم وهذا ما فعله ايضا المسيحيون العرب عندما انضمت أعداد كبيرة منهم إلى صفوف الأحزاب العربية وخاصة حزب البعث منها.
ولكن بعد رحيل حكومة الوحدة عن سوريا وسقوط الحائط الإسمنتي الذي كان يحمي ظهور المحلميين وخلفيتهم العربية جاءت حكومة الانفصال بنظرها القصير ونزعتها الرجعية والانتقامية التي سخرتها للإنتقام من كل ما هو ناصري وتوجسها من نمو هذا الفكر الذي كانت ترى فيها المنافس الأقوى عربياً للفكر البعثي الذي كان مايزال في أطواره الأولى وأن تصبح الناصرية وخاصة بعد أن دقت جذورها في المنطقة هي البديل الممكن لهذا الفكر في البلاد وهذا ما دفعها إلى العمل وبجدية على إجتثاث الناصرية من جذورها وقطع فروعها وأغصانها وذلك بالقضاء على كل من ينتمي اليها وحتى من يدعمها أيضاً .
وكان المحلميون من بين هؤلاء المستهدفين فتم التكيل بهم وتهميشهم وحرمانهم من الأراضي الزراعية (وكانت عائلتي من بينهم) وسحقت عروبتهم بقصد ومن دون قصد ‘ هذه العروبة التي لم يعرفوا عنها في تركيا إلا اسمها الذي انتموا إليه ولغتها التي تحدثوا بها وبعض المقتطفات من تاريخها .
وإفتقارهم الى الظهر والسند وكثرة العدد والمال في الجزيرة السورية جعل منهم عرضة سهلة لأطماع وطموحات الآخرين من الأكراد والسريان .
وخاصة بعد أن أخذ هؤلاء السريان والأكراد يمدون انظارهم بإتجاه من هم من ابناء العرقيات والديانات الأخرى ليضيفوهم إلى أعدادهم , وبدأ صراعاً خفيا بين أصحاب هاتين القوميتين وأخذ يعمل كل طرف منهما إلى إستقطاب هؤلاء الناس ومن بينهم المحلميين مستغلين أوضاعهم المادية والمعنوية السيئة التي سببتها الظروف الصعبة التي مروا فيها ’ فأخذ السريان يروجون لسرينة المحلمية معتمدين في إدعاءهم على اسطورة مرجعها التاريخي عبارة واحدة كتبها الأب برصوم وهي : (أن المحلمية كانوا سريانا وأسلموا)ومراجعه هي : يقال
ويعتقد ويظن وأخبرني شيوخ ثقات .
وهذا ما دفع ببعض الأحزاب الكردية ايضاً إلى القيام بالتصرف ذاته ولكن لمصلحة الأكراد وذلك عندما بدأ البعض من كتابهم يروج لكردية المحلمية معتمدين في ذلك لا على عبارة واحدة جاءت في كتاب كما فعل السريان بل حجتهم في ذلك كانت مطرب من أصول محلمية غنى للأكراد وانضمام البعض من محلميي الريف الذين تحدثوا بالكردية إلى الأحزاب الكردية .
اليس هذا عبثاً بخصوصيات الآخرين عندما نأتي ونلغي تاريخ قبيلة عربية كبيرة تحدث عنها وعن تاريخها وعن عروبتها عشرات الكتب والمؤرخين وبعبارة مثل يقال ويظن .
أليس هذا عبثاً أن نفعل ذلك كله لا من خلال مرجع صغير هذه المرة بل من خلال مطرب من أصل محلمي غنى لإخوته لأكراد ومعه بضعة أفراد محلميين تبوأوا مناصب في الأحزاب الكردية .
فهل يسمح لنا الإخوة السريان أن نقول للآخرين أن اكثر من ثلثي السريان هم ممن يتكلمون العربية وهم من أصول عربية حالهم حال المحلميين .
وهل يسمح لنا الإخوة الأكراد أن نقول عن أكراد الشام بأنهم عرب لأن اللغة العربية حلت مكان الكردية في بيوتهم وأن هناك الكثير ممن انخرط منهم في صفوف أحزاب تدعوا في توجهاتها إل القومية العربية كحزب البعث وغيره وتبوأوا فيها مناصب رفيعة وصلت في بعض الأحيان الى كرسي الرئاسة ناهيك عن أجمل الأغاني التي غناها مطربي الشام من ذوي الأصول الكردية للقومية العربية ولزعماءها .
نحن المحلميين لمنا كثيرا الحكومة التركية لما كانت تفعله بالإخوة الأكراد عندما هجّرت الكثير منهم واضطهدتهم تمثل هذا اللوم في وقوف بعض ابناءنا إلى جانب قضية إخوتهم الأكراد والتخفيف من معاناتهم .
نحن المحلميين لمنا كثيرا الأتراك والاوربين عندما تآمروا على المسيحيين في تركيا ايام الفتنة وقتلوا منهم وهجروهم ، ومن من الإخوة السريان ينكر ما فعله لهم المحلميون عندما أووهم وحووهم في قراهم وخير دليل ما قام به الشيخ فتح الله العين كافي المحلمي عندما أصدر فتوىً تكّفر كل من يعتدي عليهم وعلى أعراضهم وأملاكهم .
نحن لا نلوم الأتراك عندما ارادوا تتريك الجميع من محلمية وسريان وأتراك في بلد يحكمونه هم لككنا نلوم من ذاق معنا طعم الظلم والتهميش أن يأتي ويمارس علينا ما مارسه عليه الآخرون وهو مازال بلا دولة وبلا وطن .
ولكننا نقول للجميع بأننا أضفنا في الأيام الأخيرة إثباتاً جديداً إضيف للإثباتات القديمة التي أكدت بالإجماع عروبتنا وبلا شك وبالطرق العلمية وباحدث الوسائل التي لا تبقي للشك في عروبتنا بقية وهي تحليل الـ Dna الذي أجراه البعض من ابناء قبيلة المحلمية والتي أكدت عروبة هذه هذه القبيلة وساميتها وهذا يعني أن كل من ينسبنا اليه هو عربي وسامي
ولكن في كل الأحوال ها نحن نمد ايدينا ومن جديدة لكل إخوتنا ومجاورينا الأكراد والسريان أن نكون إخوة متحابين لكل منا خصوصياته وأن نقف جميعا متحدين متحابين في وجه كل ما يفرقنا ويمنع تواصلنا .
عبدالقادر عثمان
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
» كلام يجب أن يُقال!
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
» الكوسوسية في طور عابدين
» باعربايا في المصادر التاريخية
» العرب بين التاريخ والجغرافية
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
» السريانية كنيسة وليست قومية
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
» السلام عليكم
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات