فراشة على ضوء شمعة
جلست في شرفتي ذات مساء .. أرشف فنجانا من القهوة المرة السوداء .. مرة بمرارة أيامي .. وسوداء بسواد أحلامي .. جلست ويدي على خدي .. سالت دمعة .. وسرعان ماغيرت مسارها ورسمت خطا على يدي .. كنت كعادتي أسجل مذكراتي الأشد سوادا ومرارة من قهوتي .. على ضوء شمعة .. وإذا بشئ مضئ يتراءى لي من بعيد .. فانتابني الفضول لمعرفة مصدر هذا الضوء .. تمنيت لو أن ذلك النور يقترب مني لأراه عن قرب .. بدأ النور يقترب رويدا رويدا وكأنه محقق الأمنيات في القصص الخيالية .. وعندما اقترب اكثر .. رأيت فراشة ولا كل الفراشات .. ألوانها تأخذ الألباب .. وقفت على سور الشرفة وكأنها عرفت أني وحيدة فأرادت أن تؤنس وحدتي .. سألتها لأكسر جدار الصمت الذي يحيط بي : من أين أنت أيتها الفراشة ؟ .. نظرت إلي باستغراب .. فاعتذرت منها : آسفة .. يبدو أني كلمتك بلغة لا تفهمينها .. غيرت لغتي وكلمتها بلغة القلب : من أي عالم أتيت أيتها الفراشة الجميلة ؟ .. قالت : أنا وأنت من نفس العالم .. ولكنني أعيش في الطرف الآخر منه .. .. ثم طارت وحطت على مذكراتي .. فخشيت أن يلوث سواد مذكراتي ألوانها الجذابة .. حدقت مطولا في السطور ثم سألت باستغراب : ما كل هذا السواد ؟!! .. لم كل هذا الحزن وهذه المرارة ..؟!!.. نظرت إلي وسألتني : هل أنت من كتب كل هذا ؟ .. طأطأت رأسي ونظرت إلى قلمي وأنا أحركه بارتباك بين أصابعي .. فقال قلمي باحتجاج : لا تنطري إلي ..! .. أنت من طلب مني أن أكتب .. وأنا كنت أنفذ أوامرك فقط .. وفجأة اختفى قلمي .. وعالمي .. وراء ضبابة من الدموع أغشت عيني .. رفرفت الفراشة الحنون وحطت على خدي تمسح ما استطاعت من دموع .. وقالت : عزيزتي ..!! من ينظر إليك يظن أنك الحزينة الوحيدة في هذا العالم .. لكل منا همومه وأحزانه ولكننا لانستسلم لها حتى لا تقف حجر عثرة أمام مركبة حياتنا .. أميرتي .. كوني دائما متفائلة .. ولا تسمحي لليأس بأن يأخذك إلى عالم بعيد مجهول يصعب عليك الخروج منه .. ثم بدأت ترفرف استعدادا للرحيل .. فقلت بحزن وخيبة : هل سترحلين ؟! لقد سعدت كثيرا بوجودك قربي .. لم لا تبقين معي ..؟! .. قالت : صديقتي .. لدي وطني الذي يجب أن أعود إليه .. لاتحزني أيتها الأميرة .. قد أبتعد عنك بكياني .. ولكنني سأظل قريبة منك بقلبي وروحي .. تذكري هذا .. ودعتني وطارت بعيدا .. بدأت تعلوا وترتفع وعيناي لا تفارقانها .. ارتفعت إلى السماء حتى صارت نجمة بين النجوم اللامعة .. أرسلت إليها ابتسامة شكر وأنا متأكدة من أنها ستصل إليها وستشعر بها .. عدت إلى منضدتي .. نظرت إلى مذكراتي طويلا .. ثم مددت يدي وأقفلتها .. إلى الأبد .. استدرت وبتنهيدة أطفأت الشمعة .. انطفأت الشمعة .. وبدأت
تذوب من حرارة تنهيدتي ... ...
جلست في شرفتي ذات مساء .. أرشف فنجانا من القهوة المرة السوداء .. مرة بمرارة أيامي .. وسوداء بسواد أحلامي .. جلست ويدي على خدي .. سالت دمعة .. وسرعان ماغيرت مسارها ورسمت خطا على يدي .. كنت كعادتي أسجل مذكراتي الأشد سوادا ومرارة من قهوتي .. على ضوء شمعة .. وإذا بشئ مضئ يتراءى لي من بعيد .. فانتابني الفضول لمعرفة مصدر هذا الضوء .. تمنيت لو أن ذلك النور يقترب مني لأراه عن قرب .. بدأ النور يقترب رويدا رويدا وكأنه محقق الأمنيات في القصص الخيالية .. وعندما اقترب اكثر .. رأيت فراشة ولا كل الفراشات .. ألوانها تأخذ الألباب .. وقفت على سور الشرفة وكأنها عرفت أني وحيدة فأرادت أن تؤنس وحدتي .. سألتها لأكسر جدار الصمت الذي يحيط بي : من أين أنت أيتها الفراشة ؟ .. نظرت إلي باستغراب .. فاعتذرت منها : آسفة .. يبدو أني كلمتك بلغة لا تفهمينها .. غيرت لغتي وكلمتها بلغة القلب : من أي عالم أتيت أيتها الفراشة الجميلة ؟ .. قالت : أنا وأنت من نفس العالم .. ولكنني أعيش في الطرف الآخر منه .. .. ثم طارت وحطت على مذكراتي .. فخشيت أن يلوث سواد مذكراتي ألوانها الجذابة .. حدقت مطولا في السطور ثم سألت باستغراب : ما كل هذا السواد ؟!! .. لم كل هذا الحزن وهذه المرارة ..؟!!.. نظرت إلي وسألتني : هل أنت من كتب كل هذا ؟ .. طأطأت رأسي ونظرت إلى قلمي وأنا أحركه بارتباك بين أصابعي .. فقال قلمي باحتجاج : لا تنطري إلي ..! .. أنت من طلب مني أن أكتب .. وأنا كنت أنفذ أوامرك فقط .. وفجأة اختفى قلمي .. وعالمي .. وراء ضبابة من الدموع أغشت عيني .. رفرفت الفراشة الحنون وحطت على خدي تمسح ما استطاعت من دموع .. وقالت : عزيزتي ..!! من ينظر إليك يظن أنك الحزينة الوحيدة في هذا العالم .. لكل منا همومه وأحزانه ولكننا لانستسلم لها حتى لا تقف حجر عثرة أمام مركبة حياتنا .. أميرتي .. كوني دائما متفائلة .. ولا تسمحي لليأس بأن يأخذك إلى عالم بعيد مجهول يصعب عليك الخروج منه .. ثم بدأت ترفرف استعدادا للرحيل .. فقلت بحزن وخيبة : هل سترحلين ؟! لقد سعدت كثيرا بوجودك قربي .. لم لا تبقين معي ..؟! .. قالت : صديقتي .. لدي وطني الذي يجب أن أعود إليه .. لاتحزني أيتها الأميرة .. قد أبتعد عنك بكياني .. ولكنني سأظل قريبة منك بقلبي وروحي .. تذكري هذا .. ودعتني وطارت بعيدا .. بدأت تعلوا وترتفع وعيناي لا تفارقانها .. ارتفعت إلى السماء حتى صارت نجمة بين النجوم اللامعة .. أرسلت إليها ابتسامة شكر وأنا متأكدة من أنها ستصل إليها وستشعر بها .. عدت إلى منضدتي .. نظرت إلى مذكراتي طويلا .. ثم مددت يدي وأقفلتها .. إلى الأبد .. استدرت وبتنهيدة أطفأت الشمعة .. انطفأت الشمعة .. وبدأت
تذوب من حرارة تنهيدتي ... ...
الخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
الخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin
» كلام يجب أن يُقال!
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin
» الكوسوسية في طور عابدين
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin
» باعربايا في المصادر التاريخية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin
» العرب بين التاريخ والجغرافية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin
» السريانية كنيسة وليست قومية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
الأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي
» السلام عليكم
الإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
الأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz