القدس عربية رغم أنف نتانياهوٍ
للقدس مكانة عظيمة في نفوس العرب والمسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين بعد مكة والمدينة ومسرى رسولنا الكريم" صلى الله عليه وسلم" وهي مدينة عربية منذ فجر التاريخ وصفحاته تسطر ذلك وظلت تحت يد المسلمين منذ الفتح الإسلامي لها حتى ابتليت بالاستعمار الصهيوني الذي انزرع زورا وبهتانا على أرضها المباركة. والتصريحات بل المهاترات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مؤخرا بشأن أن القدس الموحدة ستبقى عاصمة لدولة إسرائيل المزعومة للأبد وأن حكومته لن تسمح مطلقاً بتقسيم القدس مجدداً جميعها كلمات بالرغم من أنها قديمة إلا أنها مستفزة لأن توقيتها خطير فهي تمثل تحديا للجهود الدولية التي تسعى لإحلال عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لقد ادعى نتانياهو أن القدس سوف تبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية لضمان حرية الأديان وحرية الوصول إلى أماكن العبادة للأديان الثلاثة وهو من يقوم بتدمير المساجد والكنائس على السواء منذ أن احتلت فلسطين ولا يراعي حرمة المقدسات بل وتسعى حكومته الظالمة إلى طرد الفلسطينيين وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ونسي أو تناسى أن القدس وهي في ظل الفتح الإسلامي كانت دائما آمنة يرفرف التسامح والأمان في أجوائها ويعيش المسلم إلى جوار المسيحي واليهودي تحفهم عدالة واحدة لا فرق بين أي منهم أمام القانون ويتمتع كل منهم بحريته الكاملة في ممارسة العقائد وإدارة الأموال وليقرأ الوثيقة التاريخية الشهيرة المعروفة "بالعهدة العمرية".
كما زعم أيضا أن ارتباط الشعب اليهودي بالقدس يعود تاريخه إلى آلاف السنين وأن هذا الشعب لم يتخل قط حتى خلال فترة المنفى عن حلمه بإقامة دولته في أرض إسرائيل وعاصمتها القدس وهنا يبدو أن نتانياهو لم يقرأ التاريخ جيدا ليعرف أن القدس عربية منذ نشأتها رغم توالي المغيرين عليها حيث أسسها العرب قبل أول عهد لليهود بها بأكثر من ألفي سنة .. فكما نعرف جميعا أنها في البداية قد أطلق عليها اسم "يبوس" نسبة إلى اليبوسيين من بطون العرب الأوائل الذين نشأوا في صميم الجزيرة العربية سنة 3000 قبل الميلاد ثم عرفت المدينة بعد ذلك باسمها الكنعاني "أورسالم" أو مدينة السلام الذي حور بعد ذلك إلى أورشليم وهو الاسم الذي ما زال يطلقه اليهود والأجانب عليها حتى اليوم .. فأين كل هذه الحقائق من نتانياهو ؟.
الطريف أن نتانياهو يقول إن المدينة شهدت الكثير مما وصفه بـ"التطور" خلال السنوات الأخيرة .. ولا نعرف أي تطور هذا الذي يتحدث عنه والمدينة تعاني من الخراب والتدمير والأنفاق والجدار الفاصل وغيرها من المباني الجائرة التي تهدف إلى الإطاحة بالمدينة ككل؟.
إن محاولات إسرائيل لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى تجري على قدم وساق تحت مرأى ومسمع العالم أجمع ومع ذلك لا يتحرك أحد لإنقاذ الموقف فالقدس تهددها إسرائيل من كل جانب من الظاهر والباطن ومن فوق ومن تحت ومن كل مكان ولا تسمح لأحد بالبناء فيها في الوقت الذي تهدم فيه بيوت المقدسيين العرب .. ومع ازدياد أعداد الفلسطينيين وعدم السماح لهم بالبناء للأسف اضطروا للفرار منها .. أما المسجد الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" فالأنفاق تنخر في أساسه وتهدده بالهدم وهو ما يسعى إليه بنو صهيون لبناء الهيكل المزعوم في مكانه إلى جانب المخططات الإسرائيلية الرامية إلى العبث بالآثار والحضارة الإسلامية ومحاولة طمس الهوية الإسلامية عن المدينة المقدسة والمسجد المبارك.
لاشك أن ما يحدث في هذه المدينة ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم بل هي مسؤولية كل المسلمين لأن عليهم الحفاظ على تراثهم من الضياع وعليهم التوحد صفا واحدا أمام الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدينة المقدسة والمسجد المبارك. إن الصمت المطبق العربي والإسلامي تجاه ممارسات الاحتلال جعل الصهاينة يعبثون كيفما يشاءون وتدهورت الأمور فبعد أن كانت إسرائيل مزعومة اقترب الأمر من أن يكون العرب هم المزعومون في أوطانهم على الرغم من علم الجميع بأن إسرائيل كيان باطل ولكن لتأكيد ذلك يجب تكاتف العرب جميعا من أجل إزالة إسرائيل من الوجود لأن في الاتحاد قوة وحتى لا تضيع القدس حامية المسجد الأقصى فالفلسطينيون لا يستطيعون مقاومة إسرائيل وأمريكا والفيتو وحدهم بل يجب على كل العرب والمسلمين وكل من يحرص على إقامة العدل في هذه الأرض حماية القدس زهرة المدائن مما يجري لها من تهويد.
هل ينجح أوباما في إغلاق جوانتانامو ؟
من قبل أن يتولى الرئيس باراك أوباما حكم الولايات المتحدة الأمريكية وأثناء حملته الانتخابية حتى وبعد توليه السلطة في البلاد وهو يردد أنه ينوي إغلاق معتقل جوانتانامو في محاولة لتحسين صورة أمريكا المشوهة ولكن يبدو أن هذا الحلم لن يتحقق بالسهولة التي كان يتخيلها لأن طيور الظلام تحاربه وتنتقده في إقدامه على هذه الخطوة مدعين أنه بذلك يخل بأمن الولايات المتحدة الأمريكية .. ثم تلقى صفعة أخيرة من أنصاره في مجلس الشيوخ عندما رفض المجلس مؤخرا بأغلبية ساحقة الخطة التي كان قد قدمها بشأن تمويل ونقل المعتقلين في سجن جوانتانامو إلى أن يتخذ قرارا بصدد ما سيفعله مع المعتقلين الموجودين هناك وعددهم 240.
إن أوباما يرى في إغلاق معتقل جوانتانامو نوعا من المحافظة على القيم الإنسانية وأن وجوده أدى إلى زيادة الإرهابيين بدل القضاء عليهم .. وهذه الرؤية فيها جانب من الصواب في هذا الرأي لأن أساليب التعذيب التي تستخدم في المعتقل تذبح كرامة الإنسان ولا تعطيه أيا من حقوقه المكفولة بالقوانين الدولية كما أن أثناء وجوده لم ينته الإرهاب ولم يتم اعتقال جميع الإرهابيين في العالم وإيداعهم فيه.
إن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني هو من يتزعم الهجوم على أوباما متهما إياه بتعريض أمن أمريكا للخطر في حالة إغلاق المعتقل ونقل المعتقلين إلى سجون عسكرية في الأراضي الأمريكية بل ويرى أن سياسته ستجعل من العالم مكاناً أقل أمناً وهنا نسأل تشيني : هل سياستك وسياسة سلفك غير المأسوف عليه بوش جلبت للعالم الأمان والسلام أم أن بؤر الصراع ازدادت وأصبح العالم أكثر اشتعالا ؟.
الغريب أن تشيني دافع بشدة عن تقنيات استجواب قاسية استحدثتها إدارة بوش لاستخلاص اعترافات المشتبهين بالإرهاب وبرنامج التصنت الإلكتروني مدعيا أنها كانت ضرورة للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية على غرار عمليات 11 سبتمبر .. كما أطلق ما يشبه الحملة المناوئة لأوباما وانتقد سياسته الخارجية التي قد تؤثر على مكانة أمريكا كأعظم قوة بالعالم وأبدى "انزعاجه" من جولات أوباما الخارجية واعتذاره عن السياسات الأمريكية السابقة كما انتقد سياسته الداخلية التي قال إنها تزيد إمكانية تعريض البلاد للخطر .. وهنا على تشيني أن يعلم أن الاعتذار ليس ضعفا كما يدعي فهناك ثقافة لهذا الأدب لا يعرفها أمثاله والقوة لا تعني الاستبداد والظلم.
إن الهجوم العنيف الذي يواجهه أوباما الذي رفع خلال حملته الانتخابية شعار التغيير وتعهد بتبني سياسات مغايرة عن تلك التي انتهجتها إدارة سلفه جورج بوش يبين أنه لن يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود لاسيما وأن النواب الديمقراطيين يشعرون بالقلق من احتمال أن يحتجز بعض المعتقلين في سجون بالولايات المتحدة أو يتم إطلاق سراحهم هناك وهذا الأمر قد يسبب حرجا بالغا لهم ويؤثر على شعبيتهم خاصة بعد أن هدد الجمهوريون المعارضون لخطط أوباما بوصف الديمقراطيين بالتعاون مع "الإرهاب" وهذا سيؤدي بالتالي إلى أنه قد يكون من الصعب على أوباما الالتزام بالموعد النهائي الذي حدده في يناير 2010 لإغلاق السجن الذي أمر بوش بإنشائه بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة وتندد به جماعات دولية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان منذ فترة طويلة.
إن الأمريكان يواجهون العديد من المشكلات القانونية التي تحيط بمحاكمة الكثير من المعتقلين ومن بينها عدم توافر أدلة كافية على تورطهم فيما تصفه السلطات الأمريكية بأعمال إرهابية حيث لا يمكن لهذه الأدلة الصمود أمام أي محكمة مدنية يحالون إليها خاصة مع كون بعض هذه الأدلة عبارة عن اعترافات أخذت منهم تحت طائلة التعذيب أو الإكراه .. كما أن إدارة أوباما إذا ما رغبت في محاكمة معتقلي جوانتانامو أمام محاكم أمريكية داخل البلاد فعليها أولا مراجعة نظام اللجان العسكرية التي يحاكم أمامها معتقلو جوانتانامو أو إيجاد نظام قضائي مختلط بين المحاكم المدنية والعسكرية لمحاكمتهم أمامه.
لاشك أن أوباما بإغلاق المعتقل سيء السمعة في غضون عام في إطار جهوده لتحسين صورة الولايات المتحدة التي شوهت في الخارج لن يمر دون ثمن فادح .. بل إنه قد يعجل بنهاية مستقبله السياسي.
** من فيض الخاطر :
تغيرت طبائع الناس بشكل جذري .. والمُثلُ التي دعا إليها رسول الله" صلى الله عليه وسلم" لم يعد لها قبول عند الناس بل قد يعتقد البعض أن الذين يتمسكون بها بلهاء لا يحسنون فهم المواقف التي تمر بهم ولذلك تجد كثيرا من الناس يفضلون قاعدة: "أنا أفترض سوء الظن إلى أن يثبت العكس" بالرغم من أن المولى سبحانه طالبنا باجتناب الكثير من الظن لأن بعضه إثم.
لاشك أن آفة سوء الظن بالآخرين من أكثر الآفات خطورة وأشدها ضراوة لما لها من آثار مهلكة على المصاب بها وعلى أسرته وعلى من يتعاملون معه فهو لا يثق بالآخرين ويكذبهم ولا يستطيع التعايش بشكل طبيعي معهم هذا بخلاف أن من حوله أيضا لا يثقون به ويفضلون الابتعاد عنه .. بل إنها قد تتعدى ذلك لتنخر في كيان المجتمع الإسلامي بأسره فيصاب بالوهن والضعف وتنشأ الخلافات والمنازعات الأمر الذي يسعى إليه أعداؤنا كي يسهل عليهم النيل منا.
إن حسن الظن لا يعني ألا يكون الإنسان يقظا في معاملاته مع الآخرين بل يجب عليه أن يحتاط للأمور ويتعامل مع الآخرين بفطنة وذكاء وحرص.
** آخر كلام :
قال أحد الحكماء : "تعلم الصمت كما تتعلم الكلام .. فإن يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك .. فلك في الصمت خصلتان .. خصلة تأخذ بها علم من هو أعلم منك والأخرى تدفع بها جهل من هو أجهل منك".
للقدس مكانة عظيمة في نفوس العرب والمسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين بعد مكة والمدينة ومسرى رسولنا الكريم" صلى الله عليه وسلم" وهي مدينة عربية منذ فجر التاريخ وصفحاته تسطر ذلك وظلت تحت يد المسلمين منذ الفتح الإسلامي لها حتى ابتليت بالاستعمار الصهيوني الذي انزرع زورا وبهتانا على أرضها المباركة. والتصريحات بل المهاترات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مؤخرا بشأن أن القدس الموحدة ستبقى عاصمة لدولة إسرائيل المزعومة للأبد وأن حكومته لن تسمح مطلقاً بتقسيم القدس مجدداً جميعها كلمات بالرغم من أنها قديمة إلا أنها مستفزة لأن توقيتها خطير فهي تمثل تحديا للجهود الدولية التي تسعى لإحلال عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لقد ادعى نتانياهو أن القدس سوف تبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية لضمان حرية الأديان وحرية الوصول إلى أماكن العبادة للأديان الثلاثة وهو من يقوم بتدمير المساجد والكنائس على السواء منذ أن احتلت فلسطين ولا يراعي حرمة المقدسات بل وتسعى حكومته الظالمة إلى طرد الفلسطينيين وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ونسي أو تناسى أن القدس وهي في ظل الفتح الإسلامي كانت دائما آمنة يرفرف التسامح والأمان في أجوائها ويعيش المسلم إلى جوار المسيحي واليهودي تحفهم عدالة واحدة لا فرق بين أي منهم أمام القانون ويتمتع كل منهم بحريته الكاملة في ممارسة العقائد وإدارة الأموال وليقرأ الوثيقة التاريخية الشهيرة المعروفة "بالعهدة العمرية".
كما زعم أيضا أن ارتباط الشعب اليهودي بالقدس يعود تاريخه إلى آلاف السنين وأن هذا الشعب لم يتخل قط حتى خلال فترة المنفى عن حلمه بإقامة دولته في أرض إسرائيل وعاصمتها القدس وهنا يبدو أن نتانياهو لم يقرأ التاريخ جيدا ليعرف أن القدس عربية منذ نشأتها رغم توالي المغيرين عليها حيث أسسها العرب قبل أول عهد لليهود بها بأكثر من ألفي سنة .. فكما نعرف جميعا أنها في البداية قد أطلق عليها اسم "يبوس" نسبة إلى اليبوسيين من بطون العرب الأوائل الذين نشأوا في صميم الجزيرة العربية سنة 3000 قبل الميلاد ثم عرفت المدينة بعد ذلك باسمها الكنعاني "أورسالم" أو مدينة السلام الذي حور بعد ذلك إلى أورشليم وهو الاسم الذي ما زال يطلقه اليهود والأجانب عليها حتى اليوم .. فأين كل هذه الحقائق من نتانياهو ؟.
الطريف أن نتانياهو يقول إن المدينة شهدت الكثير مما وصفه بـ"التطور" خلال السنوات الأخيرة .. ولا نعرف أي تطور هذا الذي يتحدث عنه والمدينة تعاني من الخراب والتدمير والأنفاق والجدار الفاصل وغيرها من المباني الجائرة التي تهدف إلى الإطاحة بالمدينة ككل؟.
إن محاولات إسرائيل لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى تجري على قدم وساق تحت مرأى ومسمع العالم أجمع ومع ذلك لا يتحرك أحد لإنقاذ الموقف فالقدس تهددها إسرائيل من كل جانب من الظاهر والباطن ومن فوق ومن تحت ومن كل مكان ولا تسمح لأحد بالبناء فيها في الوقت الذي تهدم فيه بيوت المقدسيين العرب .. ومع ازدياد أعداد الفلسطينيين وعدم السماح لهم بالبناء للأسف اضطروا للفرار منها .. أما المسجد الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" فالأنفاق تنخر في أساسه وتهدده بالهدم وهو ما يسعى إليه بنو صهيون لبناء الهيكل المزعوم في مكانه إلى جانب المخططات الإسرائيلية الرامية إلى العبث بالآثار والحضارة الإسلامية ومحاولة طمس الهوية الإسلامية عن المدينة المقدسة والمسجد المبارك.
لاشك أن ما يحدث في هذه المدينة ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم بل هي مسؤولية كل المسلمين لأن عليهم الحفاظ على تراثهم من الضياع وعليهم التوحد صفا واحدا أمام الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدينة المقدسة والمسجد المبارك. إن الصمت المطبق العربي والإسلامي تجاه ممارسات الاحتلال جعل الصهاينة يعبثون كيفما يشاءون وتدهورت الأمور فبعد أن كانت إسرائيل مزعومة اقترب الأمر من أن يكون العرب هم المزعومون في أوطانهم على الرغم من علم الجميع بأن إسرائيل كيان باطل ولكن لتأكيد ذلك يجب تكاتف العرب جميعا من أجل إزالة إسرائيل من الوجود لأن في الاتحاد قوة وحتى لا تضيع القدس حامية المسجد الأقصى فالفلسطينيون لا يستطيعون مقاومة إسرائيل وأمريكا والفيتو وحدهم بل يجب على كل العرب والمسلمين وكل من يحرص على إقامة العدل في هذه الأرض حماية القدس زهرة المدائن مما يجري لها من تهويد.
هل ينجح أوباما في إغلاق جوانتانامو ؟
من قبل أن يتولى الرئيس باراك أوباما حكم الولايات المتحدة الأمريكية وأثناء حملته الانتخابية حتى وبعد توليه السلطة في البلاد وهو يردد أنه ينوي إغلاق معتقل جوانتانامو في محاولة لتحسين صورة أمريكا المشوهة ولكن يبدو أن هذا الحلم لن يتحقق بالسهولة التي كان يتخيلها لأن طيور الظلام تحاربه وتنتقده في إقدامه على هذه الخطوة مدعين أنه بذلك يخل بأمن الولايات المتحدة الأمريكية .. ثم تلقى صفعة أخيرة من أنصاره في مجلس الشيوخ عندما رفض المجلس مؤخرا بأغلبية ساحقة الخطة التي كان قد قدمها بشأن تمويل ونقل المعتقلين في سجن جوانتانامو إلى أن يتخذ قرارا بصدد ما سيفعله مع المعتقلين الموجودين هناك وعددهم 240.
إن أوباما يرى في إغلاق معتقل جوانتانامو نوعا من المحافظة على القيم الإنسانية وأن وجوده أدى إلى زيادة الإرهابيين بدل القضاء عليهم .. وهذه الرؤية فيها جانب من الصواب في هذا الرأي لأن أساليب التعذيب التي تستخدم في المعتقل تذبح كرامة الإنسان ولا تعطيه أيا من حقوقه المكفولة بالقوانين الدولية كما أن أثناء وجوده لم ينته الإرهاب ولم يتم اعتقال جميع الإرهابيين في العالم وإيداعهم فيه.
إن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني هو من يتزعم الهجوم على أوباما متهما إياه بتعريض أمن أمريكا للخطر في حالة إغلاق المعتقل ونقل المعتقلين إلى سجون عسكرية في الأراضي الأمريكية بل ويرى أن سياسته ستجعل من العالم مكاناً أقل أمناً وهنا نسأل تشيني : هل سياستك وسياسة سلفك غير المأسوف عليه بوش جلبت للعالم الأمان والسلام أم أن بؤر الصراع ازدادت وأصبح العالم أكثر اشتعالا ؟.
الغريب أن تشيني دافع بشدة عن تقنيات استجواب قاسية استحدثتها إدارة بوش لاستخلاص اعترافات المشتبهين بالإرهاب وبرنامج التصنت الإلكتروني مدعيا أنها كانت ضرورة للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية على غرار عمليات 11 سبتمبر .. كما أطلق ما يشبه الحملة المناوئة لأوباما وانتقد سياسته الخارجية التي قد تؤثر على مكانة أمريكا كأعظم قوة بالعالم وأبدى "انزعاجه" من جولات أوباما الخارجية واعتذاره عن السياسات الأمريكية السابقة كما انتقد سياسته الداخلية التي قال إنها تزيد إمكانية تعريض البلاد للخطر .. وهنا على تشيني أن يعلم أن الاعتذار ليس ضعفا كما يدعي فهناك ثقافة لهذا الأدب لا يعرفها أمثاله والقوة لا تعني الاستبداد والظلم.
إن الهجوم العنيف الذي يواجهه أوباما الذي رفع خلال حملته الانتخابية شعار التغيير وتعهد بتبني سياسات مغايرة عن تلك التي انتهجتها إدارة سلفه جورج بوش يبين أنه لن يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود لاسيما وأن النواب الديمقراطيين يشعرون بالقلق من احتمال أن يحتجز بعض المعتقلين في سجون بالولايات المتحدة أو يتم إطلاق سراحهم هناك وهذا الأمر قد يسبب حرجا بالغا لهم ويؤثر على شعبيتهم خاصة بعد أن هدد الجمهوريون المعارضون لخطط أوباما بوصف الديمقراطيين بالتعاون مع "الإرهاب" وهذا سيؤدي بالتالي إلى أنه قد يكون من الصعب على أوباما الالتزام بالموعد النهائي الذي حدده في يناير 2010 لإغلاق السجن الذي أمر بوش بإنشائه بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة وتندد به جماعات دولية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان منذ فترة طويلة.
إن الأمريكان يواجهون العديد من المشكلات القانونية التي تحيط بمحاكمة الكثير من المعتقلين ومن بينها عدم توافر أدلة كافية على تورطهم فيما تصفه السلطات الأمريكية بأعمال إرهابية حيث لا يمكن لهذه الأدلة الصمود أمام أي محكمة مدنية يحالون إليها خاصة مع كون بعض هذه الأدلة عبارة عن اعترافات أخذت منهم تحت طائلة التعذيب أو الإكراه .. كما أن إدارة أوباما إذا ما رغبت في محاكمة معتقلي جوانتانامو أمام محاكم أمريكية داخل البلاد فعليها أولا مراجعة نظام اللجان العسكرية التي يحاكم أمامها معتقلو جوانتانامو أو إيجاد نظام قضائي مختلط بين المحاكم المدنية والعسكرية لمحاكمتهم أمامه.
لاشك أن أوباما بإغلاق المعتقل سيء السمعة في غضون عام في إطار جهوده لتحسين صورة الولايات المتحدة التي شوهت في الخارج لن يمر دون ثمن فادح .. بل إنه قد يعجل بنهاية مستقبله السياسي.
** من فيض الخاطر :
تغيرت طبائع الناس بشكل جذري .. والمُثلُ التي دعا إليها رسول الله" صلى الله عليه وسلم" لم يعد لها قبول عند الناس بل قد يعتقد البعض أن الذين يتمسكون بها بلهاء لا يحسنون فهم المواقف التي تمر بهم ولذلك تجد كثيرا من الناس يفضلون قاعدة: "أنا أفترض سوء الظن إلى أن يثبت العكس" بالرغم من أن المولى سبحانه طالبنا باجتناب الكثير من الظن لأن بعضه إثم.
لاشك أن آفة سوء الظن بالآخرين من أكثر الآفات خطورة وأشدها ضراوة لما لها من آثار مهلكة على المصاب بها وعلى أسرته وعلى من يتعاملون معه فهو لا يثق بالآخرين ويكذبهم ولا يستطيع التعايش بشكل طبيعي معهم هذا بخلاف أن من حوله أيضا لا يثقون به ويفضلون الابتعاد عنه .. بل إنها قد تتعدى ذلك لتنخر في كيان المجتمع الإسلامي بأسره فيصاب بالوهن والضعف وتنشأ الخلافات والمنازعات الأمر الذي يسعى إليه أعداؤنا كي يسهل عليهم النيل منا.
إن حسن الظن لا يعني ألا يكون الإنسان يقظا في معاملاته مع الآخرين بل يجب عليه أن يحتاط للأمور ويتعامل مع الآخرين بفطنة وذكاء وحرص.
** آخر كلام :
قال أحد الحكماء : "تعلم الصمت كما تتعلم الكلام .. فإن يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك .. فلك في الصمت خصلتان .. خصلة تأخذ بها علم من هو أعلم منك والأخرى تدفع بها جهل من هو أجهل منك".
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
» كلام يجب أن يُقال!
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
» الكوسوسية في طور عابدين
» باعربايا في المصادر التاريخية
» العرب بين التاريخ والجغرافية
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
» السريانية كنيسة وليست قومية
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
» السلام عليكم
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات