ana-mardelli

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يعنى بكل ما له علاقة بالماردلية العرب

التبادل الاعلاني

المواضيع الأخيرة

» ثقافة اللغة السريانية
لماذا كل هذا؟ Emptyالخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي

» اين هم بنو تغلب اليوم؟
لماذا كل هذا؟ Emptyالخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي

» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
لماذا كل هذا؟ Emptyالثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin

» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
لماذا كل هذا؟ Emptyالثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin

» كلام يجب أن يُقال!
لماذا كل هذا؟ Emptyالثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin

» الفرع هو الذي يتبع الأصل
لماذا كل هذا؟ Emptyالثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin

» الكوسوسية في طور عابدين
لماذا كل هذا؟ Emptyالثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin

» باعربايا في المصادر التاريخية
لماذا كل هذا؟ Emptyالجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin

» العرب بين التاريخ والجغرافية
لماذا كل هذا؟ Emptyالجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin

» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
لماذا كل هذا؟ Emptyالأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin

» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
لماذا كل هذا؟ Emptyالأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin

» السريانية كنيسة وليست قومية
لماذا كل هذا؟ Emptyالأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin

» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
لماذا كل هذا؟ Emptyالأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي

» السلام عليكم
لماذا كل هذا؟ Emptyالإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya

» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
لماذا كل هذا؟ Emptyالأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz

التبادل الاعلاني


    لماذا كل هذا؟

    ابن قيس المحلمي
    ابن قيس المحلمي
    عضو محترف
    عضو محترف


    عدد المساهمات : 2798
    تاريخ التسجيل : 01/12/2009
    العمر : 38

    لماذا كل هذا؟ Empty لماذا كل هذا؟

    مُساهمة من طرف ابن قيس المحلمي الإثنين مايو 07, 2012 1:49 am

    لماذا كل هذا؟

    قد يطرأ على البعض هذا التسائل الوجيه حينما يرون أناسا أمثالنا يقومون بكل هذه المجهودات في سبيل تبيان هويتهم فيتسائلون قائلين: لماذا كل هذا؟ والجواب: نحن لا نبتغي بما نقوم به سوى اظهار حقيقة هويتنا التي عانت من التشويش والتهميش والظلم في الآونة الأخيرة لا سيما في المحيط العربي مع الأسف الشديد وليس هدفنا من ذلك أن ننسب أنفسنا على هوانا الى شعب معين غصبا عن الدنيا ومن فيها وإنما نقوم بذلك من أجل الحقيقة ومن أجل كرامتنا وضمائرنا ، وحتى لا نبقى عرضة لكل طاعن وشاك ولنضيء بعملنا الشاق هذا سبيل الحق لكل من رغب فيه. وحقيقة لم أر قوما حتى اللحظة عانى نفسيا مما نعاني منه أزاء هذه القضية القومية. فإن قيل: هناك الأكراد والسريان والآشوريون وغيرهم من الأقليات التي عانت وما زالت تعاني من هذه القضية. قلنا: نعم، هم يعانون ولكن معاناتهم لا تقارن بمعاناتنا اطلاقا! لماذا؟ لأن قضيتهم ليست قضية هوية وجذور بالدرجة الأولى فهي قضية وطن وأرض بمعنى أنها مسألة جغرافية وسياسية ليس إلا، فالكردي معروف بقوميته وبلسانه وبثقافته وبمنطقته التي ينتسب اليها ولا يشك أحد في ذلك ومثله الأقوام المذكورة آنفا، فلم يشكك في هوية هؤلاء ولم يقل أحد على سبيل المثال: هل الأكراد أو ـ الكورد حسب اللفظ الصحيح الذي يتبنونه ـ فهل هم عرب أم سريان أم أرمن؟ وأما قضيتنا نحن عرب ماردين فهي قضية هوية وقومية بالدرجة الأولى، وموضوع الأرض او الوطن فهو بالنسبة لنا موضوع ثانوي ولن يمكن التطرق اليه إلا بعد تحقيق الهوية! فكيف يحق "لمجهول الهوية" أن يطالب بأرض أو دولة ما وهو لم يستطع ابراز هويته أصلا وباسم من سيتقدم بهذا الطلب؟ طبعا لا أقصد بذلك أننا لا ننتسب الى منطقة معينة أو أننا قد أتينا من المريخ لا أكيد، فمنطقة المحلمية معروفة ومشهود لها منذ فجر التاريخ. ولكن ما أعنيه هو أننا لا يمكننا أن نقارن بأقوام تسعى الى تأسيس دولة معينة بناء على قوميتها وهويتها المعروفة كما تقوم به على سبيل المثال بعض الأحزاب الكردية. لذلك لا أرى من يشبه حالنا بحالهم أنه على صواب. لأن حالنا معقد بل وفي غاية التعقيد. وطبعا لكل عقدة حل، وهذا هو هدفنا ان نحل هذه العقد باذن الله وهي حتى الآن في تفكك وانحلال سريع بحول الله....



    دعونا أخواني الكرام نتطرق الآن قليلا إلى لب هذه المشكلة لنرى كيف بدأت وأين انتهت ليتسنى لنا فهمها بشكل أوضح. ولا أريد هنا الخوض في اثبات الهوية وما يدور بصدده فهو ليس موضوعنا هنا وقد أوردنا حوله بما فيه الكفاية في موضعه في قسم "الأدلة على عروبتنا" فانظره هناك ...

    لقد تعرضت منطقة ماردين بما فيها ديار المحلمية الى أصناف الهجرات الجماعية لا سيما الإجتياحات من قبل الغزاة عبر التاريخ، فكانت الشعوب التي وفدت عليها على سبيل المثال لا الحصر: الآراميون، الآشوريون، الفرس، اليونانيون (جماعة أسكندر المقدوني)، الروم، القبائل العربية قبل وبعد الإسلام، السلاجقة، الأكراد، التتار، العثمانيون وغيرهم. أما قبل البعثة النبوية فكانت ديار المحلمية بمن فيها نصرانية وربما على المذهب الكنسي المعروف بالسرياني، مما سهل التعايش بين أبناء هذه الكنيسة الواحدة تحت اللواء او الأخوة النصرانية بغض النظر عن انواع العرقيات والأجناس التابعة لها، حتى أن لهجة المحلمية لا تزال اليوم تحتوي على كثير من المفردات السريانية الآرامية. هذه نقطة.

    أثناء وبعد الفتوحات العربية الإسلامية المباركة دخل معظم سكان المنطقة سواء عربيهم او أعجميهم في الإسلام، وهنا أصبحت كذلك تربطهم أخوة الدين الجديد مما ساعدهم ايضا على المعاشرة الحميمة لكونهم جميعا أخوة في الله وفي حمى الدولة الإسلامية وتحت رايتها ولم يكن آنذاك ثمة نزاعات عرقية أو إقليمية كما هو الحال اليوم. وهنا نجد اليوم أيضا بسبب هذه المعاشرة والمخالطة بعض المفردات الكردية والتركية في اللهجة المحلمية بل وفي اللغات الأخرى بشكل عام. هذه نقطة ثانية.

    أثناء حكم الدولة الإسلامية عموما وبعد استيلاء الفاتح صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله ـ على المنطقة خصوصا ، قدمت مجموعات هائلة من الأكراد من الجهات الشرقية تدريجيا الى نواحي ماردين وانخرط بعضها ايضا في الديار المحلمية وما حولها واستقرت فيها حتى اطلق بعد ذلك على المنطقة بأكملها: "كردستان"! هذه نقطة ثالثة.

    ولا أقصد بالنقطة الثالثة أنه لم يكن للأكراد وجودا قبل ذلك في المنطقة بل اعني انه لم يكن وجودا مكثفا كما أصبح لاحقا...

    وفي حضن الدولة الإسلامية سواء العربية منها أو ألأيوبية أو العثمانية تمكن الناس من التنقل في أية بقعة اسلامية أرادوا الاستقرار فيها ولم يجدوا داخل هذه المنطقة الاسلامية الواسعة آنذاك ما يحول بينهم وبين تنقلهم ولم يكن لجوازات السفر او الحدود السياسية والجغرافية طبعا اي وجود. وقد ذكر لي أحد الأخوة الكرام المقيمين في المملكة العربية السعودية ان جده قد قدم قبل أربعة قرون تقريبا من منطقة المحلمية في عهد الدولة العثمانية حيث كان جنديا عثمانيا إلا أنه عزم حينها على الاستقرار والبقاء في هذا البلد المبارك. وكذلك حدثني أحد الأخوة الفلسطينيين الكرام عن انتسابه لمنطقة المحلمية وأن أجداده ينحدرون ايضا من تلك الديار. ولا شك أن هناك أمثلة غيرها كثيرة لم نطلع عليها ولا يمكن لنا حصرها، فعلى سبيل المثال هناك العديد من العائلات اللبنانية وخاصة البيروتية التي استقرت في لبنان في القرون الأخيرة حيث قدمت من بلاد شتى كالأندلس و بلاد المغرب وغيرها من الأقطار كعائلة العيتاني وبيضون والحريري وغيرهم كثر وهذا الأمر معروف ومشهور. انظر الرابط التالي للمزيد حول الموضوع

    http://www.yabeyrouth.com/pages/index1237.htm

    ومن ضمن هذه المجموعات التي كانت تتنقل في أنحاء المعمورة هم أبناء المحلمية او عرب ماردين عموما، فكان منهم من يتجه نحو لبنان (قبل استقلاله) وخاصة الى بيروت وايضا الى سوريا والعراق وخاصة الى الموصل وذلك من أجل لقمة العيش او من أجل ظروف أخرى فرضت عليهم مغادرة منطقتهم. ولكن بعدما تفككت الدولة العثمانية جراء كيد الاستعمار الغربي تم تقسيم الحدود الجغرافية بناء على الشعوب والمصالح التي يراها الاستعمار واعوانه، فكانت النتيجة ان منطقة المحلمية باتت تقع في الجهة التركية. ومن وجهة نظري أراه خطأ فادحا وظالما الى أبعد الحدود. فعلى أي أساس استقصوا عرب ماردين ليلحقونهم بتركيا؟ هل لأنهم أتراك أم أكراد أم سريان أم ماذا؟ فسبحان الله شعب بأكمله يتكلم بالعربية حتى النخاع ذات المنطقة التي تكاد أن تخلوا من قرى أعجمية يتم إدراجها في دولة تركية؟ والعجيب في الأمر أنها ملاصقة للدولة العربية السورية أفلم يكن الأجدر بأن تكون من ضمنها؟ لمن نوجه هذه الأسألة... أنوجهها لسايكس او بيكو ام الى أتاتورك الذي نقض عهده إزاء قضية إخواننا الأكراد حينما وعدهم بكوردستان ثم تخلى عنهم بعدما خدموه وتمكن من السلطة وقام بعدها بسياسة التتريك وقمع المناهضين وطمس الهويات الأخرى؟ أم نوجهها لحكام العرب الذين لم يعد همهم اليوم سوى كراسييهم التي يبيدون شعوبهم من إجل إبقائها؟ ....فالشكوى لله.

    فمن هنا كانت بداية المشكلة، حيث أصبح كل محلمي او عربي مارديني يأتي من دياره يقال عنه: كردي أو تركي! وتجاهل هؤلاء الزاعمون تاريخ المنطقة وتعدد الشعوب التي تقطنها، حتى أن كثيرا من عرب ماردين من أقنع نفسه أو بالأصح استسلم رغما عنه الى هذا اللقب الخاطئ لكي يريح نفسه من عناء البحث حول اثبات هويته الحقيقية امام الآخرين. وفي حين أن تم تقسيم هذه الدولة العثمانية الى دول شتى ظهرت معها طبعا مسألة القومية حيث أدت الى مطالبة الأقليات بدويلاتها الخاصة، فعلى سبيل المثال طالب الأكراد بدولتهم كردستان ـ وهم محقون بذلك ـ ومع ذلك فلا أرضى بأن تبتلع هذه الدولة الكردية منطقة المحلمية... فلهم ما لهم ولنا ما لنا. فلا يجوز ان يستخدم إخواننا الأكراد اسلوب الأتراك ذاته تجاهنا...وإلا لما حق لنا ان نلوم أتاتورك او الدولة التركية في شيء إزاء قضيتهم. فكما يتضح مما سبق ذكره أن موضوع هويتنا عرب ماردين بالنسبة لمن ينسبوننا اليهم هو حقيقة متعلق بقضية سياسية بحتة، لأن بعض الأحزاب التي تنسبنا الى قوميتها لا تفعل ذلك إلا من أجل أن منطقتنا تقع ضمن منطقة ما يعرف بـ "كوردستان" التي تطالب محاولة الحصول على استقلالها عن تركيا، وكذلك يفعله السريان، إلا أن الفئة الأخيرة لا تشكل اي تأثير معتبر علينا كما تشكله الفئة الأولى، فالسريان تعرضوا الى التشريد والتغريب منذ قرون عديدة وباتوا اليوم يعدون من الأقليات النادرة في المنطقة وليس لديهم النفوذ التي تحتظي به هذه المجموعات الكردية.

    فأقول وباختصار شديد:

    إن الفئتين التين تنسبنا كل واحدة منهما اليها هو بسبب القواسم المشتركة التالية التي نشاركها فيها:


    السريان

    ـ المذهب الكنسي السرياني في السابق

    ـ بعض العادات والتقاليد

    ـ بعض المفردات السريانية

    ـ التشابه الخَلقي

    ـ منطقة طور عبدين وما حدها من نواحي ماردين


    وأما الأكراد

    ـ المذهب السني وبعض المذاهب الصوفية

    ـ بعض المفردات الكردية

    ـ بعض العادات والتقاليد

    ـ التشابه الخَلقي

    ـ منطقة جنوب شرق تركيا او ما يعرف بكردستان


    والجدير بالذكر أن كلتا الفأتين السريانية والكردية تشتركان ايضا فيما بينهما في بعض هذه القواسم...كما ان التشابه الخلقي عند عرب ماردين ليس محصورا فقط بين هاتين الفأتين وإنما يشتركون فيه ايضا مع الكثير من أبناء القبائل العربية...

    فكل ما ذكرناه أعلاه لعب دوره الهام في التشويش على هوية عرب ماردين بلا شك، ولا نريد الآن الخوض في تحليل هذه القواسم المشتركة او التعليق عليها وعن مدى قوتها من ضعفها، كونها ليست الغاية من موضوعنا الذي أردنا منه الجواب على سؤال: لماذا كل هذا؟! ولكني سردتها فقط من باب البحث والنظر الى السبب الذي أثر في هذا التشويش حتى تتضح المسألة.

    واليوم نرى بناء على هذه التشويشات من يحتار في هوية عرب ماردين بل تسرب هذا الشك ايضا الى الكثير من أبنائهم، فلا يدري الحائر أعرب هم أم سريان أم أكراد؟ وهل يعتمد في تمحيصهم على اللغة أم على البقعة الجغرافية التي تجعل ديارهم في ثلاثة لبوب، واللب الأول منطقة الطور التي يقطنها الآراميون وهي أصلا عربية بشهادة التاريخ والمؤرخين، واللب الثاني الذي يضمها وهو كردستان واللب الأخير وهو يضم جميع ما ذكر الا وهو تركيا. أم يعتمد على المصادر الكنسية التي تحدثت عن سرينة عرب ماردين في القرون الغابرة؟ أم على تاريخ القبائل العربية التي وفدت على المنطقة قبل وبعد الفتوحات الاسلامية؟ فكما ترون إخواني الكرام فإن الأمر فعلا معقد ـ وهو معقد بالنسبة لمن لم يحتوِ على حلوله بعد ـ لذا يكون لهؤلاء الحاجة الماسة الى حله. وهنا يعيد السؤال نفسه بصيغة أخرى: لماذا التكلف لحل هذه المشكلة؟ فأقول: هل يرضى انسان شريف ان ينسب الى غير أبيه او أسرته او عشيرته او قومه؟ وهل من العدل ان ينسب شعب الى شعوب أخرى لا يمت لها بصلة مباشرة؟

    فهل يرضى على سبيل المثال الأكراد او الأمازيغ (البربر) أو الآشوريون وغيرهم من غير العرب بأن ينسبوا الى العرب؟ والجواب طبعا واضح...لأن هذه المسألة تمس المشاعر والضمائر والحقيقة قبل أي شيء، ولا يمكن لإنسان شريف التنازل عن هويته أيا كانت لمجرد المصالح التي قد تصب في ناحيته. ولا أدري ماذا ستكون مصلحتنا حينما ننسب انفسنا زورا وبهتانا الى أحدى الشعوب المذكورة ـ العرب، الأكراد، السريان ـ ، فجميع هذه الشعوب التي ننسب اليها لا تزال اليوم تعتبر جميعها من شعوب العالم الثالث...فما هو التفاضل بينها إذا؟ ولو كان الأمر مجرد مصلحة لادعينا اليوم النسب التركي ذي الآفاق البعيدة والمفيدة من جميع النواحي، فتركيا تعتبر إحدى الدول العظمى في الشرق الأوسط سواء عسكريا أو اقتصاديا لاسيما يحتمل دخولها في المجموعة الأوروبية قريبا مما سيؤدي الى انتعاش اقتصادها وضمان حقوق مواطنيها اجتماعيا وسياسيا بلا شك، فلماذا نرغب عن هذه الهوية أو هذا الانتساب ذا المستقبل المشرق ونتمسك بخلافه؟ والجواب بكل بساطة: لأن ضمائرنا ومشاعرنا ومبادئنا وحقيقتنا لا تسمح لنا بذلك! إذا القضية عندنا ليست قضية مصلحة كما يدعيه البعض بحقنا. على اية حال، فجميع الشعوب التي ننسب اليها كلها جديرة لأن يفتخر بها بناء على ماضيها، فالآشوريون والآراميون لهم تاريخ عظيم وهم أصحاب حضارة تعد من أعظم وأرقى ما عرفته البشرية من حضارة، وقد حكموا بلاد ما بين النهرين وما حولها لزمن ساحق طويل، ومن الآراميين بحسب أصح الأبحاث ينحدر سيدنا إبراهيم عليه السلام وأبناءه الإسماعيليون. وأما العرب فكفاهم فخرا بسيد الأولين والآخرين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن اصطفاه الرحمن من بينهم وجعل كتابه الخاتم بلسانهم واختار لنشر رسالته أصاحب رسوله منهم وجعل القبلة في عقر دارهم وفضل لسانهم على سائر اللغات الى يوم يبعثون. وأما الأكراد فكفاهم فخرا بالفاتح العظيم يوسف بن أيوب صلاح الدين رحمه الله، ودور الأكراد في الذب عن الإسلام وبلاده عبر التاريخ أمر معلوم يغني عن الشرح والتطويل. وأما الأتراك فكفاهم بالعثمانيين فخرا لحكمهم الطويل لبلاد المسلمين وتصديهم لأعداء الإسلام والمسلمين أثناء خلافتهم وهم اليوم أعني الأتراك أصحاب دولة عظيمة ذات الكيان الثقيل الوزن في المنطقة. فكما ترون أعزائي الكرام، أنه لا يوجد لدينا ما يثير التنفر أو الإستعارة من أي شعب من هذه الشعوب المسرودة بل لنا الفخر كل الفخر في جميع الأحوال، والفخر المطلق لا يكون طبعا إلا في الإسلام لا في غيره.

    وهناك ايضا بعض الناس من جماعتنا من يحتج علينا مستنكرا لما نقوم به قائلا: لماذا كل هذا العبث الذي تقومون به من أجل هذه القضية القومية التي لا تودي ولا تجيب، اليس الأهم من ذلك كله أننا مسلمون؟ فنقول: يا أخواني الكرام، إن مسألة الدين هذه التي تحتجون بها علينا هي أصلا أمر مسلم به عندنا قبل كل شيء ولم ندع خلاف ذلك قط، ولكن أخواني الكرام، ألا ترون أننا اليوم لا نعيش في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم ولا حتى في زمن الدولة الإسلامية التي تطبق شرع الله في جميع جوانبه التي لا تميز بين الأعراق والقوميات؟ فهل نسيتم معاناتكم أو معانات آبائكم في بعض البلدان العربية تجاه هويتكم؟ وهل نسيتم أنكم أو بعضكم ممن يحتج علينا أنكم لا تزالون تطالبون بمقعد "غير عربي" في البرلمان اللبناني مع وجـــــود النائب الـــــمــــــســـــلم اللبناني الذي يمثلكم ويمثل مذهبكم السني؟ وهل اطلعتم على ما ورد في المصادر الإسلامية من ذم من ينتسب الى غير أبيه والى غير قومه؟ فهل تعتقدون انكم بحجتكم هذه "أننا مسلمون" تستطيعون بها اليوم اكتساب وضمان حقوقنا كمسلمين في جميع الأقطار العربية والإسلامية وان نعيش بينهم كسائر المواطنين الأخر وبدون المساس في هويتنا وأصولنا؟ وهل يطيب لكم رمي من يرميكم بانتحالكم للعروبة او الكوردية او التركية على حساب المصالح المزعومة؟ متى نريد أن نصبح مثل باقي البشر ونعرف ونعترف بهويتنا نحن قبل غيرنا ألم يحن الوقت لذلك؟ والى متى تودوننا ان نبقى مهمشين تائهين محتارين في هذا العالم؟ السنا بشر كباقي البشر ومن حقنا معرفة أصولنا وهويتنا وقوميتنا أيا كانت؟ أم تريدوننا أن نظل متناقضين مختلفين حول هويتنا وان يبقى كل منا يغني على ليلاه مدعيا ما يحلو له من نسب وقومية دون الإستناد الى أي دليل معتبر؟ فهل فيما نقوم به ما يخالف شرع الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه؟! أليس من الأجدر بكم ان تشدوا الآن على أيادينا وتساندوننا في الكشف عن هويتنا وحل لغزها وابرازها أمام الملأ كي نريح انفسنا والآخرين من الغموض الذي اكتنفها طوال هذه السنين؟....الله المستعان وعليه التكلان.

    وأريد الآن ان اتطرق الى نقطة لها علاقة وطيدة بالموضوع...

    فقبل البدء بالبحث عن هويتنا يتوجب علينا الاتفاق على أمر هام لا محيص لنا عنه، وهو: ما هو مفهومنا للهوية؟ أو بعبارة أخرى: متى وكيف نكون عربا او آراميين أو أكرادا أو غير ذلك؟ فما هو الشرط او الشروط التي ترونها اخوتي الأفاضل؟ فأنا على سبيل المثال أدعي اليوم أنني عربي، فهل انا محق بذلك أم مخطئ او مفتري؟ وهل ابن عمي الذي يدعي أنه كردي ـ على سبيل المثال ـ ايضا مصيب ام مخطئ؟ فمن منا على حق وكيف وعلى أي أساس نستطيع حسم المسألة؟ فبنظري لا أرى سوى خيارين لا ثالث لهما، إما أن نعتمد في تحديد هويتينا انا وابن عمي على تتبع جذورنا القديمة وما تمخض عنها من تبعات تاريخية وإما أن نعتمد على إنتمائنا الحالي وما يحتويه من توابع كاللسان والثقافة الخ. يعني باختصار شديد: هل نعتمد في تحديد هويتنا على الماضي أم على الحاضر؟ وطبعا قد يتفق الخياران وذلك أقوى وأوثق ويكون خيرا على خير.

    لأن هناك من يدعي ويقول: عرب ماردين بشكل عام (ومنهم المحلمية والراشدية والمخاشنية وغيرهم) كانوا قديما آراميين او آشوريين او أكرادا ثم مع دخولهم الأسلام تم تعريبهم! وحقيقة هذا الإدعاء كثيرا ما اسمعه من اصحاب الرفض لعروبتنا، وأقول لكم بالله عليكم، هل فطنتم للتناقض الظاهر في هذه الجملة بناء على رفض القائل لعروبتنا ؟ ساعيده بصيغة أخرى، فالقائل يقول:عرب ماردين ليسوا عربا كونهم كانوا في الزمن الغابر أعاجم ثم استعربوا بسبب إسلامهم...وأتسائل الآن، هل عرب ماردين بشهادة هذه المقولة هم الــــيــــــوم عرب أم لا؟ ولا يهمنا الآن إن كانوا من نسل قحطان او عدنان حيث ليس كل عربي ينتمي حصرا الى هذين الجذمين ولكن نريد ان نفهم منهم هل عرب ماردين على الأقل الـــــيــــــــوم عرب ام لا بناء على ما ذكروه؟ ولا ننس أن هذه المقولة ،بعيدا عن صحتها من عدمه، أنها جائت ردا على السؤال التالي: هل عرب ماردين (اليوم) عرب؟ فإخواني الكرام بارك الله فيكم انا لم أنس أنني وعدتكم في بداية هذا الموضوع بعدم الخوض هنا في موضوع إثبات هويتنا وهي عندي واضحة لا غبار عليها وأنها عربية بلا شك ولا ريبة، ولكني اضطررت الآن الى ضرب أمثلة قليلة لنتوصل الى ما نريد توضيحه بالنسبة لكيفية البحث عن هويتنا وعن الشروط التي يجب علينا الاتفاق عليها، لذلك أوردت هذا المثال لتروا اخواني الكرام أن هناك من الناس من يعتمد او يستدل بالماضي ـ مع هشاشة أدلته ـ على هوية اليوم وهو مع هذا غير ملقي بالا إلى الواقع المعاصر والى ما ينتمي اليه صاحب العلاقة. فاقول ردا على صاحب هذه المقولة: جميل جدا ان تستدل بالماضي على الأصول والجذور لتثبت هوية الحاضر، فدعنا نتفق إذا على هذا الخيار وهيا بنا لنطرح ما بأيدينا من أدلة على مزاعمنا... فبإمكاننا الآن استخدام أعظم وأحدث وسيلة علمية لتحديد الجذور والسلالات ألا وهي الفحص الجيني، ثم نقارن نتائجنا مع نتائج هذه الشعوب التي ننسب اليها لنرى ولنتبين الى أيهم نكون أقرب ومن ثم نحكم على ما ادعيناه. وايضا يمكننا مطالعة ما ورد في المصادر التاريخية حولنا وحول منطقتنا وما توارثناه عن آبائنا منذ قرون ومن ثم نستنبط من هذه الأدلة كلها ما يفيدنا في الحكم على ما تبنيناه. أما إن اعتمدنا واتفقنا على الخيار الثاني وهو الظرف والواقع الحالي، فيلزمنا من ذلك النظر الى اللسان الأم المحكي عندنا والى ثقافتنا وانتمائنا والى البوتقات التي نشأنا وتربينا فيها ثم نحكم من خلالها على ما نزعمه. هذه هي الحلول التي قد ترضي الجميع باذن الله، فنحن كما سبق وأشرنا فيما تقدم أن غايتنا من كل هذا الأمر هو كشف الغمة التي احاطت بأنفاسنا منذ عقود حتى نريح ونستريح مما عانيناه بسببه، فوالله حينما أحضر مجالسا يفتح فيها باب النقاش حول هويتنا يكاد أن يغشى علي من الاضطراب الشديد والتناقض الرهيب الذي اسمعه من افواه المتكلمين في هذا الأمر، وخاصة حينما اتصفح مواضيع تتعلق بجماعتنا على اليوتيوب وأي موضوع كان ، فقلما أجد منها ما يخلو من التناحر والسباب والشتائم الكتابية بين الزائرين المعلقين واظن ان اغلبهم في سن الشباب والمراهقة لكنهم لا بد لهم وأن نقلوا الى الانترنت ما انطبع عندهم مما سمعوه عن آبائهم وكبارعشائرهم ـ سواء من ابناء جماعتنا أو من غيرهم وخاصة من بعض اللبنانيين (الجنوبيين) الذين أجدهم مع الأسف الشديد لأشد شراسة ممن سواهم في رفض عروبتنا ناهيك عن لبنانية اللبنانيين منا وذلك بغير حق ولا سلطان مبين. فعلى سبيل المثال يدخل أحد ابناء جماعتنا اليوتيوب ثم يقوم بنشر شريط ما كأن يحتوي مثلا على اغنية لفنان محلمي او لبناني فيدخل أحد الزائرين ويبدأ هجومه بالشتم والسب وأنتم يا أكراد كذا وكذا ولا تقولوا عن انفسكم انكم لبنانيون الخ ، ثم يرد عليه بعض الشباب بأننا لسنا أكرادا وإنما عرب ويعطيه بمثل ما ابتدأ الأول، ثم يدخل بعض الأكراد والسريان وغيرهم وكل ينسبنا على كيفه ونصبح بينهم مثل الكرة وطاخ وطيخ وراح البطيخ...كما أن لدي تجربة شخصية سيئة في هذا الموضوع اعني موضوع الهوية، وأذكر لكم بعض ما حدث معي، لقد كان لي جار وصديق لبناني من جنوب لبنان وكنا نلتقي ببعض شبه يوميا حيث نتبادل الزيارات في بيوتنا وكنا كثيرا ما نخرج ونتفسح في محيطنا هنا في ألمانيا، فتعرفنا أنا وهو على صديق تركي ، فسألني التركي عن البلد الذي انتمي اليه فقلت له بأنني من لبنان وهو حق، ومثلي أجاب صديقي اللبناني طبعا، ولكن بعد فترة يأتيني التركي ويواجهني بسؤال محرج فيقول: لقد قال لي صديقك اللبناني بأنك لست لبنانيا وإنما كردي! فصراحة ضاق صدري حينها من هذا الكلام واحسست بحرج شديد وأسف مرير، إذ كيف ينسبني صديقي اللبناني الذي يعلم علم اليقين انني عربي مثله الى الأكراد ، وكيف رفض انحداري من بلدي الذي ولدت وترعرعت فيه والذي قدم اجدادي اليه قبل قرن تقريبا وذلك قبل ان يكون للبنان رسم على الخارطة؟ فقلت للتركي: إن كان أخونا فلان يرى أنني لست لبنانيا فهذا شأنه ولكن أن ينسبني الى الأكراد زورا وبهتانا فهذا مالا أقبله ولا ارضاه اطلاقا لمخالفته الصريحة للحقيقة وليس تنقصا من أخواني الأكراد الكرام! فحكيت له حكايتنا وأننا بالأصل من عرب ماردين وسردت له باقي سيرة ابي زيد الهلالي حتى فهم مني الموضوع على الحقيقة...فألله يسامحك يا صديقي ، يعني اذا ما كان بدك ياني كون لبناني لازم يعني تسويني كردي غصبا عني؟ يعني يا لبناني يا كردي؟ ولو، شو نسيت ان اكثر اللبنانيين هن خليط من شعوب واعراق شتى وانك انت وأجدادك ربما قدمتم ايضا من خارج لبنان في القرون المتأخرة كما هو حال العائلات البيروتية التي ذكرناها في هذا الموضوع واشرنا اليها من خلال الرابط اعلاه؟ وأن هناك عشائر لبنانية ذات أصول كردية، وفارسية وغيرها تقطن لبنان منذ أكثر من ألف عام ومنها في الجنوب اللبناني بالذات؟ واليك الرابط التالي. http://www.yabeyrouth.com/pages/index238.htm

    على كل سامحه الله. بالمناسبة، بقيت علاقتي وصحبتي بهذا اللبناني على الرغم مما جرى لسنين طويلة لكني انتقلت من تلك البلدة ـ وليس من أجله والله ـ الى مدينة كبيرة تبعد حوالي 600 كلم عنها لأسباب شخصية مما جعلنا للأسف نفقد التواصل فيما بيننا، ولكنه حينما خرجت نتيجة الفحص الجيني لدينا واثبتت من خلاله جذورنا العربية قمنا بارسال نسخة من الوثيقة الى هذا الأخ وما كان منه حقيقة إلا أن اعترف بها في الحال وقال لنا بكل تواضع أنه لو قام هو نفسه بهذا الفحص لربما تبين من خلاله انه ينحدر من أصول فارسية او غيرها، فقلنا له مهما تكن جذورك فأنت اليوم عربي بلا شك وان الناس مؤتمنون على انسابهم...وهناك لدي تجارب أخرى لا يسعني ذكرها هنا ولكنها سببت لي ايضا ارهاقات وآلام نفسية جعلتني اكثف جهودي في البحث والتمحيص عن هويتي وعن جذوري وإثباتها...

    لذا أخواني الكرام لا بد لنا وأن نستمر في طريقنا الذي ضربناه من أجل أن نعيد لنا كرامتنا وحقوقنا وألا نظل عرضة لكل شاهق وناعق ... ولا تنسوا أننا لا نبتغي سوى الحقيقة المحضة الخالصة... والله عليم بذات الصدور...


    أبو سراج عميرات

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 4:18 pm