أسباب ظهور اللهجات
إعداد التقرير:طماح الذؤابة
مقدَّم للأستاذ الدكتور: سيد أحمد علي الصاوي
همسة قلم:
إن لكل لغة في العالم نظامًا لغويًّا يتمثل في مجموعة القوانين والقواعد التي تحكم هذه اللغة، وتخضع لها أصواتها وكلماتها وعباراتها....0 وأبناء كل لغة يلتزمون بقواعدها وقوانينها وأحكامها ليتمكّنوا من التفاهم، وتبادل الخبرات والمعلومات، وقضاء حوائجهم بسهولة ويسر، وبذا أصبحت اللغة ظاهرة اجتماعية تختلف من أمة إلى أخرى، وهي عماد الثقافة والحضارة وتآلف الأبناء.([1])
لكن ... ماذا يحدث لو ... تفرّعت اللغة إلى لهجات؟؟؟ وما الذي يؤدي إلى ذلك؟؟؟؟
*اللهجة:
بداية نعرّف (لهجة) ، فنقول إنها من مادة(ل.هـ .ج) بمعنى: اللسان أو طرفه، أو لغة الإنسان التي جُبـِلَ عليها فاعتادها، أو طريقة من طرق الأداء في اللغة، أو جَرْس الكلام.([2])
وهي في الاصطلاح العلمي الحديث: مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة.([3])
وبالتأكيد فإن تفرّعَ اللغة إلى لهجات عدة يؤدي إلى تغيرٍ في النواحي الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية تبعًا للأفراد الذين يداولونها وميولهم، ومع ذلك فهي جميعها تصب في بوتقة اللغة الأم، فلهجة التميميين، ولهجة الطائيين، ولهجة القيسيين، كلها تصب في بحر العربية الفصحى، إذًا فالعلاقة بين اللغة واللهجة علاقة بين العام والخاص.
* أسباب ظهور اللهجات:
يرجع السبب الرئيس في تفرع اللغة الواحدة إلى لهجات ، إلى انتشار اللغة في مناطق مختلفة واسعة، واستخدامها لدى جماعات كثيرة العدد وطوائف مختلفة من الناس، وهذا يتيح الفرص لظهور عواملَ أخرى تؤدي إلى التفرع، حيث تختلف اللغات الإنسانية في مبلغ انتشارها اختلافـًا كبيرًا. فمنها ما تـُتاحُ لها فرص مواتية فتنتشر في مناطقَ واسعة من الأرض، ويتكلم بها عدد كبير من الأمم الإنسانية، ويكون لذلك أسباب:
1ـ اشتباك اللغة في صراع مع لغة أخرى، وتقضي نواميس الصراع اللغوي أن يُكتب لها النصر فتحتل مناطق اللغة المقهورة، فيتسع بذلك مدى انتشارها كما حدث للاتينية التي تغلبتْ على اللغات الأصلية لإيطاليا وأسبانيا وغيرهما، فأصبحتْ لغة الحديث والكتابة، بعد أن كانت مقصورة على منطقة ضيقة وسط إيطاليا(اللاتيوم)(Latium)، وكما حدث للعربية إذ تغلبتْ على كثير من اللغات السامية الأخرى، وعلى اللغات القبطية والبربرية والكوشيتية حتى بلغ الآن عدد الناطقين بها نحو مئة مليون ينتمون إلى نحو خمس عشرة أمة.([4])
2ـ أن ينتشر أفراد شعب ما ، على أثر هجرة أو استعمار، في مناطق جديدة عن أوطانهم الأولى، ويتكون من سلالاتهم بهذه المناطق أمم كثيرة السكان، فيتسع بذلك مدى انتشار اللغة وتتعدد الجماعات والناطقين بها ويكثر أفرادها.
3ـ أن يُتاحَ لجماعة ما أسباب مواتية للنمو الطبيعي في أوطانها الأصلية نفسها، فيأخذ عدد أفرادها وطوائفها في الزيادة المطردة، وتنشط حركة العمران في بلادها، فتكثر فيها القرى والمدن وتتعدد الأقاليم، فيتسع نطاق لغتها.
وتبعًا لتأثير هذه العوامل على اللغة نتبيَّنُ استحالة احتفاظ اللغة بوحدتها الأولى أمَدًا طويلا، فلا تلبثُ أن تتشعَّبَ إلى لهجات، وتسلك كل لهجة من هذه اللهجات منهجًا يختلف عن أخواتها.([5])
========================================
[1]. اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية، د.نزيه اعلاوي، د.هاني نصر الله، د. داود شوابكه، صالح سليم، عبد المعطي نمر، جمعة علّوه، دار الكندي للنشر والتوزيع، أربد، الأردن، 1999م، ص15، بتصرف.
.[2] المعجم الوسيط،الجزء الثاني، مجمع اللغة العربية، الطبعة الثانية، دار الدعوة للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع، استانبول، تركيا، 1410هـ، 1989م، ص841، بتصرف.
[3] . فقه اللغة، أ.د.حاتم الضامن، المكتبة الوطنية، بغداد، العراق،1990م،ص10، بتصرف.
[4]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د. علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2003م، ص110ـــ113، بتصرف.
[5]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د.علي عبد الواحد وافي، ص113ـــ116، بتصرف.
إعداد التقرير:طماح الذؤابة
مقدَّم للأستاذ الدكتور: سيد أحمد علي الصاوي
همسة قلم:
إن لكل لغة في العالم نظامًا لغويًّا يتمثل في مجموعة القوانين والقواعد التي تحكم هذه اللغة، وتخضع لها أصواتها وكلماتها وعباراتها....0 وأبناء كل لغة يلتزمون بقواعدها وقوانينها وأحكامها ليتمكّنوا من التفاهم، وتبادل الخبرات والمعلومات، وقضاء حوائجهم بسهولة ويسر، وبذا أصبحت اللغة ظاهرة اجتماعية تختلف من أمة إلى أخرى، وهي عماد الثقافة والحضارة وتآلف الأبناء.([1])
لكن ... ماذا يحدث لو ... تفرّعت اللغة إلى لهجات؟؟؟ وما الذي يؤدي إلى ذلك؟؟؟؟
*اللهجة:
بداية نعرّف (لهجة) ، فنقول إنها من مادة(ل.هـ .ج) بمعنى: اللسان أو طرفه، أو لغة الإنسان التي جُبـِلَ عليها فاعتادها، أو طريقة من طرق الأداء في اللغة، أو جَرْس الكلام.([2])
وهي في الاصطلاح العلمي الحديث: مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة.([3])
وبالتأكيد فإن تفرّعَ اللغة إلى لهجات عدة يؤدي إلى تغيرٍ في النواحي الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية تبعًا للأفراد الذين يداولونها وميولهم، ومع ذلك فهي جميعها تصب في بوتقة اللغة الأم، فلهجة التميميين، ولهجة الطائيين، ولهجة القيسيين، كلها تصب في بحر العربية الفصحى، إذًا فالعلاقة بين اللغة واللهجة علاقة بين العام والخاص.
* أسباب ظهور اللهجات:
يرجع السبب الرئيس في تفرع اللغة الواحدة إلى لهجات ، إلى انتشار اللغة في مناطق مختلفة واسعة، واستخدامها لدى جماعات كثيرة العدد وطوائف مختلفة من الناس، وهذا يتيح الفرص لظهور عواملَ أخرى تؤدي إلى التفرع، حيث تختلف اللغات الإنسانية في مبلغ انتشارها اختلافـًا كبيرًا. فمنها ما تـُتاحُ لها فرص مواتية فتنتشر في مناطقَ واسعة من الأرض، ويتكلم بها عدد كبير من الأمم الإنسانية، ويكون لذلك أسباب:
1ـ اشتباك اللغة في صراع مع لغة أخرى، وتقضي نواميس الصراع اللغوي أن يُكتب لها النصر فتحتل مناطق اللغة المقهورة، فيتسع بذلك مدى انتشارها كما حدث للاتينية التي تغلبتْ على اللغات الأصلية لإيطاليا وأسبانيا وغيرهما، فأصبحتْ لغة الحديث والكتابة، بعد أن كانت مقصورة على منطقة ضيقة وسط إيطاليا(اللاتيوم)(Latium)، وكما حدث للعربية إذ تغلبتْ على كثير من اللغات السامية الأخرى، وعلى اللغات القبطية والبربرية والكوشيتية حتى بلغ الآن عدد الناطقين بها نحو مئة مليون ينتمون إلى نحو خمس عشرة أمة.([4])
2ـ أن ينتشر أفراد شعب ما ، على أثر هجرة أو استعمار، في مناطق جديدة عن أوطانهم الأولى، ويتكون من سلالاتهم بهذه المناطق أمم كثيرة السكان، فيتسع بذلك مدى انتشار اللغة وتتعدد الجماعات والناطقين بها ويكثر أفرادها.
3ـ أن يُتاحَ لجماعة ما أسباب مواتية للنمو الطبيعي في أوطانها الأصلية نفسها، فيأخذ عدد أفرادها وطوائفها في الزيادة المطردة، وتنشط حركة العمران في بلادها، فتكثر فيها القرى والمدن وتتعدد الأقاليم، فيتسع نطاق لغتها.
وتبعًا لتأثير هذه العوامل على اللغة نتبيَّنُ استحالة احتفاظ اللغة بوحدتها الأولى أمَدًا طويلا، فلا تلبثُ أن تتشعَّبَ إلى لهجات، وتسلك كل لهجة من هذه اللهجات منهجًا يختلف عن أخواتها.([5])
========================================
[1]. اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية، د.نزيه اعلاوي، د.هاني نصر الله، د. داود شوابكه، صالح سليم، عبد المعطي نمر، جمعة علّوه، دار الكندي للنشر والتوزيع، أربد، الأردن، 1999م، ص15، بتصرف.
.[2] المعجم الوسيط،الجزء الثاني، مجمع اللغة العربية، الطبعة الثانية، دار الدعوة للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع، استانبول، تركيا، 1410هـ، 1989م، ص841، بتصرف.
[3] . فقه اللغة، أ.د.حاتم الضامن، المكتبة الوطنية، بغداد، العراق،1990م،ص10، بتصرف.
[4]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د. علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2003م، ص110ـــ113، بتصرف.
[5]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د.علي عبد الواحد وافي، ص113ـــ116، بتصرف.
الخميس يوليو 25, 2019 12:37 am من طرف ياتي
» اين هم بنو تغلب اليوم؟
الخميس يوليو 25, 2019 12:29 am من طرف ياتي
» نحن بنو محلّم بن ذهل بن شيبان
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:21 pm من طرف Admin
» هل هذه الاشعار للهجتنا المحلمية؟
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:18 pm من طرف Admin
» كلام يجب أن يُقال!
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:16 pm من طرف Admin
» الفرع هو الذي يتبع الأصل
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:14 pm من طرف Admin
» الكوسوسية في طور عابدين
الثلاثاء يونيو 25, 2019 5:13 pm من طرف Admin
» باعربايا في المصادر التاريخية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:06 pm من طرف Admin
» العرب بين التاريخ والجغرافية
الجمعة ديسمبر 28, 2018 6:03 pm من طرف Admin
» هل المحلمية قبيلة قائمة بحد ذاتها أم منطقة يُقال لكل من يسكنها محلّمي؟
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:52 pm من طرف Admin
» بيت شعر للشيخ يونس بن يوسف الشيباني باللهجة المحلمية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:49 pm من طرف Admin
» السريانية كنيسة وليست قومية
الأحد نوفمبر 04, 2018 11:47 pm من طرف Admin
» وفاة شيخ قبيلة المحلمية رفعت صبري ابو قيس
الأحد نوفمبر 05, 2017 10:56 am من طرف ابن قيس المحلمي
» السلام عليكم
الإثنين أغسطس 21, 2017 11:03 pm من طرف narimen boudaya
» المجموعة الكاملة للفنان جان كارات
الأربعاء يونيو 28, 2017 1:23 am من طرف nadanadoz